أزعم "أحياناً" بل "كثيراً" أنني مهتم بـ(فضاء الاقتصاد)، وأجد "دوماً" فتنة في بعض حقوله القريبة مني، وهذا ما يغريني لعشق لغة الأرقام، وممارسة الرصد تارة والتحليل تارة أخرى، وملاحقة الدراسات (الرقمية) في أحيان كثرة.. استوقفني خبر (الملياري) ريال التي تعبر عن حجم سوق الإبل في مهرجان "أم رقيبة".. وللتوضيح فالمقصود بالإبل الجمال؛ وليست شركة (آبل)! وعدت أفتش في تفاصيل الرقم من حيث التكرار، فسماع مثل هذا الرقم قد ألفته كثيراً.. لأجد (صحياً) أن إجمالي المصروفات على أبواب وبنود الميزانية الأربعة خلال العام المالي الحالي للشؤون الصحية بعسير قد قارب الـ(ملياريي) ريال ويزيد.. و(تقنياً) علمت أن مشاريع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الإنشائية في عدة مناطق قارب الـ(ملياريي) ريال وأكثر.. أما فيما يتعلق بالطاقة والكهرباء فقد (اكتشفت) أن الشركة السعودية للكهرباء أبرمت أحد عشر عقداً تبلغ قيمتها الإجمالية نحو (ملياري) ريال لإنشاء خطوط نقل الطاقة الكهربائية وتركيب وحدات توليد غازية ومحطات تحويل بمختلف مناطق المملكة.. لكن كل هذا لم يغرني! وبت أنقب في أرقام التعليم، لأني أؤمن بأن الدكاترة والتقنيين والكهربائيين وغيرهم هم ثمرة التعليم.. عندها (منحنا) مدير جامعة القصيم رقم ميزانية جامعته التي قاربت الـ(ملياري) ريال.. وقفزت فزعاً خلال تلك الجولة الـ"مليارديرية" الرقمية حتى صادفني أن ميزانية أمانة وبلديات ‏منطقة جازان للعام الحالي بلغت ما يقارب (ملياري) ريال وأكثر.. لكن المؤلم أن قطاري "الرقمي" (تعطل) عند تصريح وزير الشؤون الاجتماعية السعودي يوسف العثيمين عندما قال إن الوزارة تقدم من خلال وكالة الضمان الاجتماعي برامج ضمانية مساندة مثل برنامج الدعم التكميلي لسدّ الفجوة بين الدخل الفعلي للأسر وخط فقر الجوع قرابة الـ(ملياري) ريال.. عندها توقفت وآمنت بأننا في حاجة ماسة لمهرجانات مزايين (البشر).