رفض نائب أمين عام مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري الدكتور محمد مصطفى أبو الشوارب اتهام المؤسسة بتبنيها أيدلوجية إقصائية في إصداراتها، ما حال دون مشاركة الشاعر أدونيس في المعجم الذي أصدرته.

ونفى أبو الشوارب اختيار ودعوة الضيوف لملتقيات ودورات مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، عبر "الشللية" وبين أنها تخضع لمعايير محددة. وقال خلال محاضرته "الجوائز الثقافية العربية.. جائزة البابطين مثالاً" في نادي الأحساء الأدبي التي قدمها نائب رئيس النادي نبيل المحيش مساء أول من أمس "إن من أهم المعايير الانتماء إلى موضوع المناسبة وأهل الاختصاص في عنوان المناسبة، والمجموعة الثانية من المدعوين، هم من المشاركين مع المؤسسة مشاركة إيجابية وفاعلة وبناءة في بداياتها ومستمرون في ذلك، لا سيما وأن المؤسسة في بداياتها كانت كيانا ضعيفا ولا يحظى بالثقة كثيراً، وهؤلاء يصطلح عليهم داخل المؤسسة تسميتهم "أصدقاء المؤسسة"، ويدعون في جميع المناسبات، ومن حقهم أن تكون المؤسسة وفية لهم".

وأشار أبو الشوارب إلى أن المؤسسة ليس لديها أيدلوجية معينة، بل خدمية بحتة لدفع الثقافة العربية وتنمية بعض الأنشطة، وليس لها موقف أيدلوجي من الشعر الحديث نهائياً، رغم رفض أدونيس المشاركة في المعجم؛ وهذا من اختياره هو.

وأكد أن المؤسسة، واجهت في بداياتها الكثير من التشكيك من رجال الثقافة والأدب في الوطن العربي تلك الفترة، وخرجت العديد من الإشاعات عن أهدافها ونواياها، ومن بين الإشاعات قولهم "إن القائمين على المؤسسة لديهم وجاهة المال ويريدون أن يجمعوا معها وجاهة الثقافة أيضاً"، ومضى بقوله "إن المؤسسة أثبتت عكس ذلك، بتواصل مسيرتها، وأيقن الجميع أن المؤسسة جادة وهدفها خدمة الثقافة العربية"، وبدأ هؤلاء المثقفون في تحول قناعاتهم، مدللا بالقول "عندما قررت المؤسسة إصدار المعجم الأول للشعراء المعاصرين، تم إعداد نموذج لترجمة الشعراء، وتم إرساله إلى العديد من الشعراء المعاصرين، وبعد ذلك تلقت المؤسسة بعضا من نماذج الترجمة لشعراء أقل شهرة، والشعراء الأكثر شهرة أحجموا عن هذه الفكرة والمشاركة فيها، حتى صدرت الطبعة الأولى من المعجم عام 1995، وعندما اطلعوا على هذا المعجم ولاحظوا المنهجية العلمية في الترجمة قرروا المشاركة وإضافة تراجمهم في الطبعة الثانية التي صدرت بالفعل عام 2002 بعد إضافة أسماء كبيرة خلت منها الطبعة الأولى".

وأوضح أن معاجم البابطين ساهمت في حفظ تراث كان مهددا بالزوال شأنه شأن كثير من تراثنا العربي والأدبي، بجانب حفظه سير الشعراء ونماذج من إبداعهم، لافتا إلى أن معجم البابطين للشعراء العربية في القرنين الـ19 والـ20، اشتمل على تراجم مكتملة لأكثر من 8 آلاف شاعر وشاعرة، وأسماء أكثر من 11 ألف شاعر، وكثير من مواده وتراجمه، نقلت شفهية من أبناء وأحفاد هؤلاء الشعراء، واعتمد البعض الآخر على مسودات خطية كانت عرضة للضياع والاندثار.

وأكد أبو الشوارب أن هذه المعاجم شجعت المؤسسة على استكمال هذه المعاجم حتى العصر الجاهلي، مبيناً أن المؤسسة بدأت حاليا بالفعل في الإعداد لمعجم البابطين لشعر عصر الدول والإمارات خلال الفترة من 656هـ حتى 1215هـ (أي من سقوط بغداد حتى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي) وهي الفترة المتهمة بالاضمحلال في تراثنا العربي، وذلك سعيا من المؤسسة في إماطة اللثام عن الإبداع في هذه الفترة.

واستعرض أبو الشوارب، الذي كرمه المحيش بعد انتهاء المحاضرة، حزمة من مشاريع المؤسسة التي من بينها إنشاء مركز البابطين لحوار الحضارات، ومجموعة من الكراسي العلمية في بعض الجامعات، ومن ثمرات تلك الكراسي اعتماد حكومة إسبانيا اللغة العربية كلغة ثانية في مدارس إقليم الأندلس.