بصراحة أعطينا النصر (الحديث) أكثر مما يستحق، وأضاعت القنوات ووسائل الإعلام وقت متابعيها فيما لا يستحق.

أفردت الأوقات والمساحات لفريق اللاجديد والجعجعة الفارغة التي تسمع بها ولا تشاهدها، نتحدث عنه وكأنه كبير هذه الأيام أو مقارع كبارها، وانقسمنا ما بين مؤذن في مالطا ومكابر على فداحة واقعه.

لقد آن أوان مصارحة القائمين على شأن النصر والمالئين الدنيا ضجيجاً أن الوهج الذي يحظون به ليس لهم ولا لعملهم (مع التقدير لأشخاصهم)، بل إنه سعي وراء كيان وجماهير ارتبطت بالنصر عاطفياً وتاريخياً.

أكاد أجزم بأن (أحدثهم) سناً عشقه لعالميةٍ كانت نهاية الألفية الماضية، وليس للفريق الذي يشرف عليه مسؤولو هذه الأيام أي علاقة بمن تحتشد كل هذه الجماهير والأعلام من أجله.

آن الأوان لتتعامل وسائل الإعلام مع نصر هذه الأيام بما يستحق، لا بما تاريخه يستحق، فصفحات (تاريخه) الأبيض ستبقى محفوظه لمن أراد التعلم منها أو التمتع بتقليبها، أما مجاراة (العك) الحديث وتشويه ذوق المتابعين بإضاعة أوقاتهم في تذكر المنجزات الخوالي ومقارنة أسماء اليوم بنجوم الأمس فليس من العدل بحق الفرق الأخرى في شيء، ولن يفيد لا النصر ولا الكرة السعودية، وحين يدرك أهل المشكلة (الحقيقية) أسبابها ويوقنون بضرورة حلها فمن حقهم حينها العودة للأضواء، وإلا فلا فائدة من الكلام مع قوم يكررون أخطاءهم ولا يريدون الاستماع إلا لأنفسهم، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

نقطة خارج السطر:

يعيش كأس ولي العهد هذا الموسم نسخته الأجمل منذ سنوات.