استقبلت المواطنة فاطمة محمد الطويرقي دعوة حضور حفل توقيع عقود مشاريع حماية شرق جدة من السيول، كغيرها من أهالي أحياء أم الخير والسامر، الذين اكتظت بهم أمس خيمة الاحتفال، التي شهدت توقيع عقود مشروعات سدود وأحواض تخزين وقنوات لتصريف السيول.

ولكن المفاجأة، التي اعتبرتها فاطمة من المفاجآت الفارقة بحياتها، هي استدعاؤها باسمها شخصيا، من قبل أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بعد توقيع العقود مباشرة، إضافة إلى المواطن محمد الجعيد، من سكان حي السامر، ليفوضهما بتدشين المشاريع، وإطلاق شارة بدء العمل الميداني.

ويرجع اختيار الطويرقي نظراً لأنها عرضت مشكلة تضرر حي أم الخير نيابة عن السكان على أمير مكة خلال جولته التفقدية بالحي عقب السيول الأخيرة.

"الوطن" حاورت فاطمة حول أسباب استدعائها شخصيا لهذه المهمة، ومشاعرها حول تدشين مشروعات بملايين الريالات، أعدت خصيصا لحماية مئات المنازل والأحياء من أخطار السيول، رغم أنها مواطنة بسيطة، وتضررت 3 مرات من السيول في حي "أم الخير"، فإلى الحوار:

كيف علمت بموعد توقيع عقود مشاريع حماية شرق جدة من السيول؟

علمت بموعد احتفال توقيع عقود مشاريع حماية أحيائنا من خطر السيول الأربعاء الماضي، حيث وردني اتصال من إمارة المنطقة بأنني مدعوة وجيراني لحضور هذا الاحتفال.

هل تم إبلاغك بما سيحدث؟.

أبلغوني بأنني مدعوة والجيران لحضور مراسم توقيع عقود المشاريع، ومشاهدة بدء العمل على أرض الواقع من أجل أن يتحقق لنا الاطمئنان، ونرى بأنفسنا بدء العمل في المشاريع التي تحمي الحي.

وما الذي جرى خلال حفل التوقيع؟.

ذهبت برفقة أسرتي وبعض الجيران، وحضرنا الاحتفالية المصغرة مع بقية المواطنين، في الخيمة التي نصبت في مقر تنفيذ المشروع، وشاهدنا مراسم توقيع عقود التنفيذ مع الشركات المتخصصة، وبعدها طلب أمير المنطقة ممن حوله استدعاء فاطمة الطويرقي ومحمد الجعيد. وكانت مفاجأة لي أن يستدعيني الأمير خالد الفيصل باسمي، وكان ينادي بأسمائنا وهو يتلفت حوله بحثا عنا. ولما حضرنا قال لنا "أنا سبق أن وعدتكم بأن هناك مشاريع عاجلة لحمايتكم من خطر السيول، ووعدتك بأن حي أم الخير لن يزال، فدشنوا أنتم بأنفسكم هذه المشاريع".

واستحضرت وقتها لقائي بالأمير خالد الفيصل في نفس الحي، وشكواي التي نقلتها له، ووعده لنا بأن الحي لن يزال، وأنه ستتم دراسة مشاريع عاجلة لحمايتنا، ولم أصدق هذه الدعوة، حيث كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي.

ماذا كان ردك على أمير منطقة مكة المكرمة بعد طلبه منك تدشين المشاريع؟.

قلت له "وعدت يا ابن الفيصل فأوفيت، ولأنك أوفيت فإننا سننام ابتداء من اليوم في مساكننا آمنين مطمئنين، فوفق الله خادم الحرمين الشريفين، وإخوانه، وجميع المسؤولين الذين اجتهدوا لراحتنا، وعلى رأسهم أنت يا أمير المنطقة".

وكيف دشنتم المشاريع؟.

رافقنا الأمير خالد الفيصل إلى خارج الخيمة، حتى وصلنا إلى معدات العمل، وقال لنا "قولوا بسم الله، وعلى بركة الله"، ثم أعطينا شارة البدء للمعدات التي بدأت في هدم أحد المباني التي تعترض قناة تصريف سيول أم الخير". وكانت هذه اللحظات لا توصف، حيث أدخل أمير مكة الفرحة والبهجة والطمأنينة والسعادة إلى نفوسنا.

هل تتذكرين شيئا من الحوار الذي دار بينك وبين الأمير خالد الفيصل في أم الخير خلال جولته التفقدية لأضرار السيول في اليوم التالي للكارثة؟.

بعد كارثة السيول الأخيرة، وبعد انهيار سد أم الخير، لم يعد لنا نحن سكان هذا الحي أمل بعد الله في إيجاد حل جذري لمأساتنا التي تتكرر مع كل زخة مطر، إلا لقاء أمير المنطقة، وبث الشكوى إليه، ليساعدنا في إيجاد حل جذري لمعاناتنا، لعلمنا بحرصه على سلامة المواطنين، وتأمين سبل الراحة لهم، وحل مشاكلهم مهما استعصت.

فكان وقوفه في حي أم الخير آنذاك فرصة اللقاء به، وتحدثت أمامه نيابة عن سكان الحي، ولم أجد منه إلا كل ترحيب واهتمام، وظل يصغي لكلامي وطلباتي بكل صدر رحب، ويتابعني وأنا أشرح معاناة الأهالي، وهو يعد بإيجاد الحلول المناسبة والنهائية التي تحمي الحي وسكانه.

هل كنت تتوقعين أن يستدعيك أمير مكة لأنه أعطاك وعدا بالحل؟.

لا.. ولكنني كنت واثقة من أنه سينفذ وعده، وخصوصا أنه يترأس لجنة درء خطر السيول عن جدة، ولأننا شعرنا بإنسانيته خلال شكوانا.