تحولت الذكرى الـ63 للنكبة أمس، إلى مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في الجولان، التي فتحت جبهتها لأول مرة منذ 40 سنة، وعلى الحدود اللبنانية في بلدة مارون الراس، وداخل الأراضي المحتلة، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص على المحتجين لمنع الحشود من عبور الحدود الإسرائيلية.

واستشهد 10 فلسطينيين في مدينة مجدل شمس بعد أن اخترق عشرات الفلسطينيين من الجانب السوري السياج الحدودي مع هضبة الجولان، فيما استشهد عدد مماثل على الحدود اللبنانية بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص على المتظاهرين.

وأسفر إطلاق النار الإسرائيلي على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة عن إصابة 60 فلسطينيا. وفي احتجاجات الضفة الغربية، أطلقت قوات الاحتلال الغاز والرصاص المطاطي في اشتباك بنقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي.




أطلقت الصافرات لمدة دقيقتين في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية توقف خلالها الفلسطينيون تقديرا لشهداء القضية الفلسطينية في الذكرى السنوية الـ63 للنكبة لتبدأ مسيرات واعتصامات واشتباكات حشدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 10 آلاف من عناصرها وتحديدا على خطوط التماس في الضفة الغربية وعلى الحواجز العسكرية وفي القدس الشرقية المحتلة وداخل الخط الأخضر، فيما تم فرض حصار شامل على الأراضي الفلسطينية.

وعلى معبر إيريز الذي يفصل غزة عن فلسطين المحتلة، جرت مواجهات بين أكثر من ألف فلسطيني وقوات الاحتلال مما أدى إلى جرح 60 فلسطينيا، كما جرت مواجهات عنيفة على معبر قلندية الذي يفصل القدس المحتلة عن الضفة الغربية مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى بين المتظاهرين من جراء القنابل الغازية والرصاص المطاطي.

وفي كل المواقع، أكد الفلسطينيون تمسكهم بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين مشددين على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وكان اللافت في أحداث أمس هو حادث اصطدام شاحنة كان يقودها فلسطيني من قرية كفر قاسم في داخل الخط الأخضر مع عدد من المركبات والمشاة الإسرائيليين على طول نحو كيلومترين جنوب تل أبيب مما أدى إلى مقتل إسرائيلي واحد وإصابة 17 آخرين بجروح.

وفي وقت أكد فيه سائق الشاحنة وهو في الثانية والعشرين من العمر أن الحادث نجم عن فقدانه السيطرة على شاحنته بعد انفجار أحد إطاراتها فإن الشرطة الإسرائيلية سارعت إلى اتهامه بتعمد تنفيذ الهجوم.

أما ما ميز إحياء ذكرى النكبة لهذا العام فإنه يأتي على وقع جهود فلسطينية لنيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل فضلا عن حالة الهلع التي عمت مؤسسات الاستخبارات الإسرائيلية بعد إعلانات عن نية آلاف الأشخاص تنفيذ مسيرات زحف باتجاه فلسطين من الدول المجاورة مما استدعى رفع حالة التأهب الإسرائيلي على الحدود.

وكان إحياء ذكرى النكبة بدأ بوضع أكاليل من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات ثم اتجهت مسرة باتجاه وسط مدينة رام الله حيث أقيم احتفال مركزي استهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم عزف النشيد الوطني الفلسطيني.

إلى ذلك، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفد الحوار فيها عزام الأحمد، لـ"الوطن" أنه ستبدأ اليوم في القاهرة المشاورات بين فتح وحماس بشأن 3 قضايا أساسية وهي أولا، تشكيل حكومة الكفاءات وثانيا، الاتفاق على موعد لاجتماع اللجنة القيادية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وثالثا، الإجراءات لمعالجة آثار الانقسام الفلسطيني.