في تطور لم يحدث منذ حوالي الأربعين سنة، شهدت جبهة الجولان السوري المحتل تطورا بالغا، بعد أن اقتحم فلسطينيون قدموا من مخيمات سورية خط الهدنة باتجاه مدينة مجدل شمس في الجولان، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار عليهم فسقط 10 شهداء وعشرات الجرحى.
واعتبرت إسرائيل تظاهرة الجولان الآتية من سورية "خطيرة" جدا، فيما أعلنت مناطقها الحدودية كافة مناطق عسكرية مغلقة.
وكان آلاف الفلسطينيين اللاجئين في سورية قد تجمعوا في موقع عين التينة السوري، وذلك للمشاركة في الاحتفال المركزي الذي أقيم هناك أمس إحياء لذكرى النكبة وحق العودة.
واعتبرت الخارجية السورية أن " الحراك الشعبي الفلسطيني هذا اليوم ناجم عن استمرار تنكر إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية، ومواصلة اغتصابها للأرض والحقوق وتهربها من استحقاق السلام العادل والشامل".
وأعربت الخارجية في بيان أصدرته أمس عقب التطورات على الجبهة السورية الإسرائيلية، عن "إدانة سورية وبشدة للممارسات الإسرائيلية الإجرامية التي قامت بها ضد أبناء شعبنا في الجولان وفلسطين وجنوب لبنان، والتي راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى" وطالبت المجتمع الدولي "بتحميل إسرائيل كامل المسؤولية عما قامت به من ممارسات".
ووفقا لمصادر إعلامية فقد بادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين العابرين للسياج الحدودي (خط وقف إطلاق النار) الأمر الذي أسفر عن استشهاد 7 متظاهرين على الأقل وإصابة العشرات بجراح.
وتمكن بعض المتظاهرين من الوصول إلى الطرف المقابل حيث كان في استقبالهم أهالي الجولان الذين تظاهروا من الجهة الأخرى محاولين تقديم المساعدات الطبية للجرحى والمصابين.
وكان مئات من الفلسطينيين الذين تجمعوا في منطقة مارون الراس على الحدود اللبنانية الفلسطينية قد قاموا برشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، فردت عليهم قوات الاحتلال بالرصاص الحي، مما أدى إلى سقوط 10 شهداء من الفلسطينيين. وحملت الحكومة الإسرائيلية الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية ما جرى في مارون الراس.
وكانت عشرات الحافلات المحملة بسكان المخيمات الفلسطينية من الشمال والجنوب والبقاع (شرق)، انطلقت صباح أمس نحو مارون الراس، وكان ركابها يهتفون "الشعب يريد العودة". وأوضح أحد منظمي المسيرة إياد أبو العينين من مخيم الرشيدية في صور أنَّ "هدف المسيرة تذكير الأجيال الجديدة التي ولدت لاجئة خارج الوطن أن هناك أراضي لأهلنا وأجدادنا سلبها اليهود وهجرونا منها ويجب استعادتها".