في تطور مفاجئ، اضطرت مصر إلى التخلي عن الدكتور نبيل العربي كوزير للخارجية في مقابل أن تضمن احتفاظها بمنصب الأمين العام للجامعة العربية، خلفا لعمرو موسى الذي انتهت فترة ولايته الثانية رسميا أمس.

وقدمت مصر في مفاجأة مدوية في اللحظة الأخيرة وقبيل بدء الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية مذكرة رسمية، تطلب فيها ترشيح الدكتور نبيل العربي بدلا من الدكتور مصطفى الفقي لشغل المنصب، وهو الأمر الذي حاز على رضا غالبية الدول العربية المؤيدة للموقف المصري، التي كانت لها تحفظات على شخص الفقي وخاصة السودان ودولا أخرى.

وتعزز هذا الموقف المصري بسحب قطر لمرشحها الدكتور عبدالرحمن عطية، خاصة بعد اجتماع ثنائي مغلق تم بمقر وزارة الخارجية المصرية بين العربي ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وقال مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير عفيفي عبدالوهاب لـ"الوطن" إن "توافقا جرى بين وزراء الخارجية والمندوبين الدائمين على شخص الدكتور العربي لتولي منصب الأمين العام للجامعة العربية".

وقد انعكس إعلان سحب مصر للفقي وطرح العربي بديلا له، رد فعل "احتفالى" للمتظاهرين أمام الجامعة العربية الرافضين لشخص الفقي، وعبروا عن سعادتهم وفرحتهم بإطلاق صيحات عالية رفضا للفقي وتأييدا للعربي.

وعلمت "الوطن" أن الأسبوع الأخير شهد مشاورات مكثفة بين المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد ووزارة الخارجية مع عدد من الدول العربية التي كانت لديها تحفظات على منصب الفقي دون أن تمانع على احتفاظ مصر بالمنصب. ورأت القاهرة أن تغيير الفقي بالعربي، الذي يحظى باحترام واسع، يؤمن لها الاحتفاظ بالمنصب.