اللافت للأنظار في المباريات الجماهيرية انتشار السوق السوداء، وتشكيل الوحدات الأمنية لملاحقة مدمري السوق الرياضية السعودية ومطاردتهم؛ لحماية الجماهير من عبث بعض المقيمين الآسيويين الذين يتنكرون في صور شتى لتمرير بضاعتهم من خلال أسواقهم السوداء التي نشأت بسبب غياب البوابات الإلكترونية، وبيع التذاكر من خلال (النت), ومع تقليل نشوء السوق السوداء في الآونة الأخيرة, إلا أن هناك ظاهرة بدأت تظهر وهي امتهان بعض صغار السن دون الـ 15 عاماً بيع متعلقات اللقاءات الكروية الكبيرة, وتقديم بعض المواد التموينية الفاقدة لشروط الصحة على الأرصفة, وتشكل أجواء الرياض الباردة حاليا أكبر خطر يهدد أولئك البائعين الذين دفعوا لظروف مختلفة لتمرير بضاعتهم في أجواء لا يتحملها الكبار، دون تهيئة أماكن آمنة لتحقيق متطلباتهم، والوصول لمبتغياتهم المعيشية, فحال أولئك الأطفال الذين شاهدناهم في لقاء الهلال والنصر في كاس ولي العهد يثير الشفقة, فكيف بحالهم مساء اليوم في لقاء الهلال والاتحاد إذا تكرر الأمر؛ خاصة وأن المباراة ستجرى تحت درجة حرارة متدنية وفي منطقة مكشوفة البنيان, وبباعة لا يتقون خطر برد الرياض الذي قد يعصف ببعض لاعبي الاتحاد القادمين من المناطق الدافئة في مثل هذه الأوقات والرطبة في الصيف.

ومثلما تتحد الجهود الأمنية والأجهزة المساندة في اللقاءات الكروية الكبيرة فإنه من الضروري جدا أن تتحرك هيئة حقوق الإنسان تجاه هؤلاء الصبية الذين يقفون بأقدامهم العارية في المناطق المحيطة بملعب الملك فهد الدولي، وذلك لحمايتهم من زمهرير برد العاصمة على أجسادهم النحيلة, وأن تكون اللقاءات الكروية والتجمعات الجماهيرية فرصة لتوسيع التعريف بهيئة حقوق الإنسان، ومعرفة واجباتها تجاه الفرد ومسؤوليتها في المجتمع كجهة تتصف بالحياد والموضوعية بعيدا عن لونية البشر وعرقياتهم. كما أنها فرصة للتعريف بأوجه الفروقات بين هيئة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان، وما زال الفارق بينهما غامضا بين الأغلبية.