انتهى مشروع ذاكرة مصر بمكتبة الإسكندرية من توثيق حياة وأعمال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وذلك بمناسبة ذكرى مرور مائة عام على مولده.

وقال المشرف على المشروع الدكتور خالد عزب إن موقع ذاكرة مصر المعاصرة يوثق حياة وأعمال محمد عبدالوهاب من خلال مجموعات متميزة من أرشيف الصور النادرة والوثائق الخاصة به، ومجموعة لأفيشات الأفلام؛ أشهرها أفيش فيلم "ممنوع الحب" و"يحيا الحب" و"غزل البنات" التي لعب فيها الموسيقار دور البطولة أو شارك فيها.

وأوضحت الباحثة بالمشروع سوزان عابد أن تاريخ ميلاد الموسيقار محمد عبدالوهاب يظل محل خلاف بين كثير، ويمثل لغزًا غامضًا، إذ جاء على لسان عبدالوهاب في لقائه مع الصحفيين ومع مقدمي برامج الإذاعة والتلفزيون أنه ولد في مارس عام 1910، وفي سجل المكتبة الصوتية للمؤرخ الموسيقي عبدالعزيز محمود عناني أنه من مواليد 1902، كما جاء في حديث لمنيرة المهدية أن عبدالوهاب حينما مثل أمامها دور "مارك أنطوان" عام 1927 كان عمره خمسة وعشرين عامًا. وأشارت إلى أن هذا الخلاف مازال قائمًا حول تاريخ ميلاده بين 13 مارس 1901 أو 1902 أو 1910، وإن كان الأرحج بين 1901 و1902.

وأكدت أن الوثائق تضم بعض الطوابع التي تحمل صورة موسيقار الأجيال، والأرشيف الصحفي الخاص به؛ وهو أرشيف متنوع يضم مقالات وقصاصات صحفية حديثة وقديمة، من أهمها مقال للموسيقار نفسه بعنوان "تلميذتي ليلى مراد" نشر في فبراير 1949، ويقص فيه تجربته مع الفنانة ليلى مراد، ومقال لمحمود تيمور تناول فيه التخت الشرقي بين مصطفى رضا وعبدالوهاب نشر في1969.

وأضافت أن موقع ذاكرة مصر المعاصرة يضم مجموعة من بعض أغنيات الموسيقار المتميزة؛ منها أغنية مصورة بعنوان "هل السلام في مواعيدك يا حبيب النيل" سجلت بمناسبة عيد الجلوس الملكي للملك فاروق في 29 يوليو 1945، بالإضافة إلى حوار تسجيلي مع الموسيقار يقص فيه مشواره الفني، وبعض الأغنيات الوطنية؛ منها: أخي جاوز الظالمون المدى، اليوم فتحت عيني، دعاء الشرق.

قدم عبدالوهاب على مدى سبعين عامًا من الفن والغناء والتلحين والموسيقى الخالصة أكثر من 1000 أغنية ولحن، ولحّن لمعظم المطربين وبعض العرب أكثر من 700 لحن، كما لحّن لأم كلثوم التي وصف لقاءاته بها بلقاء السحاب في أغنية "أنت عمري"، و"على باب مصر"، و"أنت الحب"، و"أمل حياتي".

تدرج عبدالوهاب في كثير من المناصب وتقلد كثيرا من الأوسمة فقد اختاره الموسيقيون عام 1956 نقيبًا لهم، واختير في العام ذاته رئيسًا لاتحاد النقابات الفنية. وانتخب رئيسًا لجمعية المؤلفين والملحنين أكثر من مرة عام 1974، و1977، و1980، و1986.

وفي عام 1981 اختير عضوًا في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصريين، وعين عضوًا في مجلس الشورى المصري في العام ذاته. كرمه عبد الناصر في عيد العلم ومنحه السادات رتبة "اللواء الشرفية"، وتم إطلاق اسمه على معهد الموسيقى العربية. و خارج مصر، كرمه الرئيس بورقيبة، والملك حسين، والملك الحسن الثاني.

توفي عبدالوهاب في 3 مايو 1991 عن تسعين عامًا تقريبًا.