يعتبر تدوير اللاعبين المحترفين السعوديين والأجانب، من سمات دوري المحترفين، حيث إن وجود وتمثيل اللاعبين لأكثر من فريق، بات شيئا معتادا، وقد يقول البعض إن ذلك من مزايا الاحتراف، وهذا صحيح، لكن من وجهة نظر خاصة يجب أن يتم في أضيق الحدود وليس بالشكل الذي نراه، لدرجة أن أحد اللاعبين السعوديين تنقل بين ستة فرق كمازن الفرج، والكثير منهم سبق له أن لبس شعار أربعة فرق كاللاعب وليد الجيزاني على سبيل المثال لا الحصر.. ومن اللاعبين الأجانب، لا بد من ذكر المحترف المغربي صلاح الدين عقال الذي تنقل بين أربعة من الفرق السعودية حتى الآن!

ما أريد الوصول له أن ذلك لا يفيد الكرة السعودية، وهذا من أسباب تدهور مستوانا في كرة القدم. قد أجد العذر في ذلك للفرق التي تنافس على البطولات وتحتاج إلى اللاعب الجاهز لسد النقص، وكذلك العذر لبعض اللاعبين صغار السن الذين فقدوا الأمل لتمثيل الفرق الكبيرة لوجود من يزاحم أحدهم في نفس المركز وانتقاله لفريق آخر قد يتيح له فرصة اللعب والبروز، لكن ما يحدث الاَن وعلى هذا النطاق الواسع يثير أكثر من تساؤل.. أولها، هل فقدت الأندية قدرتها على إبراز المواهب؟ وما هو دور قطاع الفئات السنية في الأندية؟ أليس من دور هذا القطاع تفريخ العناصر المؤهلة لتمثيل الفريق الأول بعد التدرج في تلك الفئات؟ أم إنه أيضا يعاني الإهمال من قبل الأندية؟ وهل فقدت الأندية الجرأة على تقديم وإشراك اللاعبين صغار السن من أصحاب المواهب ولو بشكل تدريجي؟

كل ما سبق من أسئلة يجب التفكير بها جليا، ويجب علينا إيجاد الحلول.. وعلينا البدء بتنفيذ ما يسمى بسياسة الإحلال حتى نعيد للكرة السعودية شبابها ونضارتها التي بدت في الأفول.

بروز الأهلي هذا العام يجب أن يكون عبرة للكثير من الفرق المبتعدة عن البطولات.. ويجب على الفرق الراغبة في العودة أن تستفيد مما حدث لهذا النادي، فبعد أن كان الأهلي يتعرض للهزائم الواحدة تلو الأخرى ويقبع في مركز لا يليق به كأحد الأندية الكبيرة في المملكة، بات في وضع مختلف الآن بعد أن استجمع قواه بقيادة الرمز الكبير الأمير خالد بن عبدالله، صاحب الخبرة والحنكة، وكذلك الأمير الشاب، رئيس النادي الأمير فهد بن خالد الذي يتمتع بطموح وحماس كبيرين.

عاد الأهلي بتعاون جميع رجالاته وبمساندة جماهيره العاشقة، ونجح في اختتام الموسم الماضي بتحقيق أغلى البطولات وهي كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال، إلا أن ذلك لم يثنهم عن العمل وبشكل مستمر فأحدثوا تغييرات في لاعبيهم الأجانب، حسب حاجة الفريق، واستمر الاستقرار الإداري، وها هم يجنون ثمار ذلك بتصدرهم لفرق الدوري وتقديم أجمل العروض.. ولو استمروا في هذا الخط، فلن يمر الموسم الحالي دون تحقيق بطولة أو اثنتين.

إن العمل بهدوء وإستراتيجية واضحة في ظل وجود استقرار فني وإداري، من شأنه أن يكون السبيل الأمثل لتحقيق الأهداف المرجوة لأي فريق.