"حسناً يا صديقي، الآن تدخل من هناك، تمشي قليلاً ثم تتزحلق وتسقط، حاول أن تؤدي ذلك المشهد من صميم قلبك، على المشاهدين أن يستلقوا على ظهورهم من أثر الضحك، وأنت يا صالح خذ هذه المخدة.. ضعها على بطنك، لتبدو بكرشة.. قل لي الآن هل تجيد اللهجة الجنوبية، النجدية، الشمالية.. أي شيء؟ طيّب هل تجيد الاستهبال؟ جميل، فلنبدأ.. قبل أن أنسى، بعد أن تنتهي عليك أن تجرّ شعر منال، وتسحق جمجمتها.. أتدري، دعنا نكتفي بالجرّ فقط، ذلك درامي أكثر.. أما أنتِ فاصرخي، زوجكِ متعاطي مخدرات وحالتكم صعبة، ثم تتوبون كلكم قبل أن تذهبوا للجحيم، عفواً الموت، بخصوص دورك أنت يا صديقي فسيكون من يحادث نفسه دائماً، بكل زمان وتحت أي ظرف، أخوك سرق نصيبك بشركة عائلتكم، وأصبحت معدماً تجوز عليك الصدقة، انظر للكاميرا وقل أشياء من نوع "سرقت حلالي يا محسن" أو "والله لأخليك تندم".. وركز كثيراً على هز رأسك حين حديثك الداخلي.. تحول إلى شرير فهمت؟ دعونا نأكل عيش و.. فنّ يا جماعة، كم مرة عليّ أن أشرح لكم أننا مهتمون بخنق هذه القيمة الإنسانية العظيمة التي تدعى: فن من خلال التمثيل، يساعدنا في ذلك تدني أهميته، علينا الاعتماد على الشعر المنفوش، الكرشة، اللهجات، البكائيات.. وبقية الإكسسوارات التي يتقنها المهرجون، اتفقنا؟
لا تقلقوا مانفعله يساوي ملايين الريالات، الكثير من المحطات لديها الرغبة باحتضان سخافاتنا، والترويج لأعمالنا التي اتلفنا فيها الذائقة.. وخلقت منكم نجوماً بلاستيكية لن يشعر بقيمتها المتدنية أحد، لننجز ما بدأناه.. هيّا لنصور هذا العبط.. ثري.. تو.. ون.. أكشن.