تلقى التحالف الوطني الذي يقود الحكومة العراقية وصايا إيرانية نقلها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أثناء اجتماعه برئيس التحالف إبراهيم الجعفري والهيئة العامة في بغداد الخميس الماضي. وتضمنت الوصايا الحفاظ على وحدة التحالف، ودعم رئيس الوزراء نوري المالكي بما يضمن نجاحه في قيادة الحكومة. وقال الخبير الاستراتيجي العراقي أحمد الشريفي لـ"الوطن": إن أبرز ما جاء في الوصايا التي حملها صالحي للتحالف الوطني هو "حسم ملف منظمة مجاهدي خلق المعارضة لإيران، وتعزيز القدرات الأمنية العراقية بدعم إجراءات القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وتحجيم دور القوى الأخرى التي تعلن مواقف مناهضة لإيران".

وعلى خلفية لقاء صالحي لرئيس التحالف وأعضاء هيئته العامة، أعلن عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب عن التحالف الوطني عدنان الشحماني، تشكيل لجنة برئاسته لمتابعة ملف منظمة مجاهدي خلق. وقال "ستقوم اللجنة بالاتصال مع الأطراف المعنية بغية الوصول إلى عدد من الخيارات التي بموجبها سيتم قفل هذا الملف، ومن هذه الخيارات إعادة توطينهم في بلد ثالث".

وأوضح أن أراضي معسكر أشرف عراقية، ولا بد أن ترجع إلى أصحابها ولا يحق لأي طرف التصرف بها إلا أصحابها الشرعيون، مؤكدا التعامل مع هذا الملف بموضوعية "آخذين في الاعتبار مصلحة البلد وسيادته وأن بقاء هذا الملف تترتب عليه تداعيات سلبية على الأمن في العراق".

ويقع مقر منظمة مجاهدي خلق في قضاء الخالص بمحافظة ديالى وتم تجريد عناصرها من السلاح بعد غزو العراق من قبل قوات الاحتلال الأميركي عام 2003.

من جانبها رفضت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي فرض هيمنة رئيس الحكومة على المؤسسة العسكرية. وقال المستشار الإعلامي للقائمة هاني إبراهيم عاشور "يتحمل رئيس الحكومة مسؤولية تأخر حسم اختيار المرشحين لشغل مناصب الوزارات الأمنية، ورفض الموافقة على تسعة مرشحين قدمناهم لوزارة الدفاع بدعوى شمولهم بإجراءات اجتثاث حزب البعث أو لعدم قدرتهم على إدارة الوزارة". وبين أن الرفض يؤكد رغبة المالكي في أن تكون المؤسسة العسكرية تحت سيطرته لتحقيق مكاسب حزبية وتنفيذ أجندات إقليمية. وشدد على رفض قائمته التنازل عن وزارة الدفاع، وحرصها على المشاركة في إدارة الملف الأمني انطلاقا من اتفاقيات أربيل التي تم بموجبها تشكيل الحكومة.

إلى ذلك تظاهر عشرات العراقيين في ساحة التحرير وسط بغداد أمس مطالبين رئيس الوزراء بتحسين أداء حكومته قبل أقل من شهر على انتهاء مهلة "المئة يوم" التي حددها لتقييم عمل الوزارات. وتجمع نحو 150 متظاهرا عند نصب التحرير وسط إجراءات أمنية مشددة، وتوزعوا ضمن مجموعات عرضت كل واحدة منها مطالب مختلفة. وهتف شبان يحملون أعلاما عراقية "نادمون، نادمون"، في إشارة إلى ندمهم على المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.