أكد رئيس السلطة التنفيذية التي شكلها المجلس الوطني الليبي الانتقالي محمود جبريل أن الثوار "يتقدمون نحو طرابلس" وأنه لا يوجد جمود في الموقف في ليبيا متوقعا أن ينهار نظام القذافي "خلال أسابيع". وشدد على المطالبة باعتراف الولايات المتحدة رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي. ويقوم وفد من المجلس الوطني الليبي برئاسة جبريل بزيارة إلى واشنطن شملت زيارة البيت الأبيض أمس. كما التقى أعضاء الوفد بأعداد من الليبيين المقيمين في الولايات المتحدة مساء أول من أمس بالإضافة إلى عدد من أعضاء الكونجرس المعنيين بالقضية الليبية. ويهدف الوفد إلى إقناع الولايات المتحدة بتلبية مطلبين أساسيين، الأول هو السماح للمجلس الوطني بالتصرف في الأموال الليبية المجمدة في الولايات المتحدة، والثاني هو الاعتراف رسميا بالمجلس كسلطة شرعية وحيدة في ليبيا. وقال جبريل للصحفيين في واشنطن "إن ما نأمله هو تفهم أميركي أفضل لاحتياجنا العاجل للمال بهدف تلبية احتياجات المناطق المحررة من سلطة القذافي. لقد أسسنا نظاما للإنفاق يتسم بالشفافية والسؤال هو متى سنحصل على المال. إنها أموالنا. إنها أموال ليبية. نحن لا نطلب معونة مالية من أحد".

وفي لقاء بين السيناتور جون كيري وأعضاء الوفد قال كيري إنه يعمل على وضع تشريع بهدف تقديمه إلى مجلس الشيوخ يهدف لتأسيس آلية قانونية تتيح للولايات المتحدة الإفراج عن الأموال المجمدة لصالح المجلس الوطني. ويبدو الوفد الليبي غير قانع بما سمعه في واشنطن إذ وعد كيري بصرف 180 مليون دولار للمجلس على الرغم من أن جبريل أوضح أن المجلس يحتاج إلى 3 مليارات دولارلتغطية نفقات المناطق المحررة على امتداد الشهورالستة المقبلة. فضلا عن ذلك فإن إقرار صرف الأموال قد يستغرق وقتا أطول مما يأمله الوفد بسبب تعقيدات العملية التشريعية التي يتطلها صرف المبلغ.

إلى ذلك أعلن مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أمس أنه سيطلب بعد غد من القضاة إصدار مذكرات توقيف ضد "ثلاثة أشخاص يبدو أنهم يتحملون أكبر قدر من المسؤولية" في جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في ليبيا. وقال مكتب المدعي في بيان "في 16 مايو 2011 سيطلب مكتب المدعي من الغرفة الابتدائية في المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق ثلاثة أفراد يبدو أنهم يتحملون أكبر قدر من المسؤولية عن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت على أراضي ليبيا منذ 15 فبراير". وأوضح بيان المدعي "نظرا للأدلة التي جمعت، خلص المدعي إلى وجود ما يكفي من الأدلة لتقديم طلب بإصدار مذكرات توقيف في فئتين من الجرائم ضد الإنسانية القتل والاضطهاد". وأضاف أن "الأدلة تظهر أن القوات الأمنية الليبية قامت بهجمات منهجية وعلى نطاق واسع ضد السكان المدنيين".

على الصعيد الميداني أفاد شاهد عيان عن سماع دوي انفجار قوي ناجم عن صاروخ في منطقة تاجوراء شرق طرابلس. وأضاف أن سحب الدخان الأبيض ارتفعت في المنطقة. وذكر التلفزيون الليبي أن غارة لحلف شمال الأطلسي أسفرت عن مقتل 16 مدنيا على الأقل وإصابة ما يصل إلى 40 في بيت للضيافة بمدينة البريقة.

وحول الوضع الإنساني بدأت منظمة الهجرة الدولية في نقل لاجئين مصابين من ليبيا إلى مستشفيات في تشاد على متن طائرات. وقالت المتحدثة باسم المنظمة ، جيميني بانديا في جنيف إنه تم نقل أكثر من 1500 من النازحين على الحدود التشادية مع ليبيا، من مدينة فايا شمالي اتشاد إلى مدينة أبيشيه أو العاصمة أنجمينا على متن طائرات. وذكرت أن أربعة آلاف شخص ينتظرون المساعدات الطبية هناك، مشيرة إلى أن الأولوية في النقل على متن طائرات للمرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى مستشفيات آمنة عبر الطرق البريـة.