أكدت المعارضة اليمنية اليوم (الجمعة 2011-05-13) أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن باتت في حكم الميتة, فيما أعلن الرئيس علي عبدالله صالح أنه سيواجه "التحدي بالتحدي" ملوحا بأن الشعب والجيش لن يقفا "مكتوفي الأيدي" أمام المعارضة.
في غضون ذلك, احتشد مئات الآلاف من المعارضين والمؤدين لصالح في صنعاء وفي باقي محافظات اليمن وسط تدابير أمنية مشددة وغير مسبوقة مع إطلاق المحتجين "أسبوع الحسم" لتنحي صالح، كما قتل 3متظاهرين برصاص الحرس الجمهوري الموالي للرئيس في أب جنوب غرب صنعاء.
وأفاد صالح أمام عشرات آلاف من مناصريه احتشدوا في صنعاء "سيكون شعبنا مضطر في كل القرى والعدل والأحياء والى جانب المؤسسة العسكرية البطلة إلا يبقوا مكتوفي الأيدي، سوف يردوا الرد الشافي".
وأضاف متوجها إلى المعارضة المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك "تعتدون على المؤسسات وتقتلون النفس المحرمة وتعتدون على مبنى الإذاعة، هذه عناصر التخريب التي تريد أن تتربع على السلطة لتذبح شعبنا اليمني وتقطع الألسنة والرؤوس وتقطع الطرق".
وأضاف متوجها إلى المعارضة "كفاكم اللعب بالنار, سوف يضطر شعبنا أن يحمي مؤسساته وقرانا بكل ما أوتي من قوة وسنواجه التحدي بالتحدي".
وبالرغم من وصفه أحزاب المعارضة بأنها "أحزاب تخريبية غير وطنية"، قال "ندعوكم مرة أخرى إلى الحوار البناء وتحت أي مظلة وفي أي مكان، حكموا العقل وحكموا المنطق" مشددا مرة جديدة على أنه "من يريد السلطة فليتجه إلى صناديق الاقتراع".
وفي أعقاب خطاب صالح، أكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك الجمعة أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن "باتت في حكم الميتة" متوقعا تصعيد "الثورة السلمية" حتى إسقاط النظام ومحاكمة صالح.
وأكد محمد قحطان لوكالة فرانس برس أن خطاب الرئيس اليمني هو "إعلان حرب" لكن المعارضة متمسكة بسلمية تحركاتها.
وقال "المبادرة في حكم الميتة، وقطر أصدرت بالأمس شهادة الوفاة، والشهادة لا تصنع الوفاة بل تبلغ عنها"، في إشارة إلى انسحاب قطر من المبادرة الخليجية.
واعتبر أن صالح "أعلن الحرب اليوم، لكننا عمليا أفشلنا هذه الحرب لأننا سنستمر متمسكين بسلمية ثورتنا السلمية ولا يمكن أن نستدرج إلى العنف وواثقون أننا من دون عنف سنصل إلى إسقاط النظام".
وعن الخطوات المقبلة للمعارضة والشباب المحتجين، قال إنه سيكون هناك "تصعيد للثورة الشعبية السلمية لتصبح عصيانا مدنيا شاملا يؤدي إلى إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس وأعوانه" نافيا التباعد في المرحلة الأخيرة مع الشباب المعتصمين الذين قال إنهم "أبناؤنا وفلذات أكبادنا".
واحتشد المعارضون والموالون للرئيس اليمني الجمعة بكثافة في صنعاء وباقي المحافظات اليمنية وسط توتر شديد وانتشار امني غير مسبوق فيما أطلق ائتلاف الشباب المطالب بالتغيير "أسبوع الحسم" لتنحي صالح.
ونشرت تعزيزات أمنية مشددة من قبل قوى الأمن المركزي والحرس الجمهوري الموالي لصالح على طول شارع الزبيري الرئيسي الذي يمتد من شرق صنعاء إلى غربها وفي المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي وساحة السبعين في وسط صنعاء.
كما انتشرت القوات الموالية للواء المنشق علي محسن الأحمر في محيط ساحة اعتصام المطالبين بإسقاط الرئيس اليمني.
وفي عدن فرق الجيش تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف انطلقت من حي المنصورة إلى حي اتجاه خور مكسر، عبر إطلاق النار في الهواء.
وردد المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا تعز، بالروح بالدم نفديك يا صنعاء".
كذلك سارت تظاهرات ضخمة معارضة لصالح في تعز وأب والضالع في الجنوب وصعدة وعمرات في الشمال وفي مدن وقرى أخرى.
وفي أب، قتل 3 متظاهرين معارضين للرئيس علي عبدالله كما أصيب العشرات بجروح، حسبما أفاد مصدر معارض وشهود عيان لوكالة فرانس برس.
وكان 19 متظاهرا قتلوا الأربعاء والخميس في صنعاء وعدة مدن يمنية.
ورحب الشباب المحتجون في بيانات مختلفة بموقف قطر التي انسحبت من المبادرة الخليجية واعتبروه "موقفا داعما للثورة اليمنية" ودعوا دول الخليج إلى موقف مشابه.
وأكد الشباب أن المبادرة الخليجية "مؤامرة وليست مبادرة" فيما سجل في ساحات الاعتصام تصعيد من قبل المحتجين في شعاراتهم ضد دول الخليج واتهموها بأنها من خلال مبادرتها التي ما زال الرئيس يرفض توقيعها "أعطت فرصة لصالح لكسب الوقت" و"بث الشرذمة بين المتظاهرين".
وكانت قطر أعلنت الخميس انسحابها من مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بسبب "المماطلة بالتوقيع على الاتفاق"، حسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصدر في وزارة الخارجية مساء الخميس.
والمبادرة الخليجية تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتخلي الرئيس صالح عن السلطة بعد شهر من ذلك.
ورحب الحزب الحاكم في اليمن بانسحاب قطر من المبادرة واتهمها ب"التآمر" في الأحداث التي يشهدها اليمن، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الجمعة.
وعلى صعيد متصل، قتل 5 جنود الجمعة في محافظة مأرب شرق صنعاء في كمين استهدف آلية عسكرية ويشتبه بان عناصر من القاعدة خلفه حسبما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس، فيما قتل ضابط وعنصرين من الأمن المركزي في شبوة (جنوب) برصاص مسلحين قبليين بحسب مسؤول محلي.
وذكر المصدر أن "كمينا مسلحا قد تكون القاعدة نفذته استهدف مركبة على متنها خمسة جنود بقذيفة أر بي جي على الأرجح، وذلك في منطقة صرواح غرب مدينة مأرب" على بعد 160 كلم شرق صنعاء مشيرا إلى أن الجنود الخمسة "قتلوا جميعا".
في شبوة بجنوب البلاد، قتل ضابط وعنصران من الأمن المركزي برصاص مسلحين قبليين معارضين للنظام بحسبما أفاد مسؤول محلي لوكالة فرانس برس.
وذكرت مصادر محلية أن القبائل المعارضة للنظام تسعى إلى إنهاء تواجد القوى الأمنية الموالية في شبوة.