تباينت آراء مسؤولي 16 ناديا أدبيا بالمملكة حول أولوياتهم عقب تسلم كل ناد 10 ملايين ريال، هي المبلغ الذي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بصرفه دعما للأندية وأنشطتها الثقافية، وتصدر إنشاء مقرات فاخرة جديدة للأندية والاستثمار المالي قوائم صرف الدعم الملكي.

فيما شاب الغموض، فكرة وزارة الثقافة والإعلام بتحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية وهي الفكرة التي باتت مهددة بالإيقاف بعد الدعم الملكي، وكانت الوزارة وقعت اتفاقات لعدة مشاريع تشمل مركزا ثقافيا في المدينة المنورة بقيمة 26 مليون ريال، والمركز الثقافي في مدينة بريدة بحوالي 20 مليون ريال، ومركزا ثقافيا في حائل بـ23 مليونا.

واستطلعت "الوطن" آراء العديد من رؤساء الأندية الأدبية حول الأولويات التي سيصرف فيها الدعم الذي هدف إلى إثراء الساحة الثقافية، أم ستوزع كمكافآت، وتنظيم ملتقيات ثقافية شكلية وطباعة كتب ودواوين غير مقروءة.

إنشاء 7 مراكز ثقافية

وحول استمرار فكرة وزارة الثقافة والإعلام بتحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية، قال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية سابقاً الدكتور عبدالله الجاسر "لم يطرأ أي جديد في تحويل الأندية إلى مراكز ثقافية" والموضوع في طور الدراسة، وتابع "العمل جار لإنشاء 7 مراكز ثقافية، على أن تستكمل 16 مركزا ثقافيا في بقية المدن"، وأضاف "أن الوزارة لا تتدخل في منح الأندية وليس لنا علاقة بالتكلفة المادية لمبانيها، وهي مسؤولية كل ناد".

وحول تحويل المكتبات إلى مراكز ثقافية، قال الجاسر "إن الأندية التي ليس لها مقرات يمكن أن تنتقل إلى المكتبات العامة موقتا، ولن تحول المكتبات إلى مراكز ثقافية لأنها مستقلة بحد ذاتها".

مباني الأندية

نادي الرياض الأدبي الذي يقع في مبنى بحي الملز تعود ملكيته إلى أمانة الرياض، وساهم تأخر إدارة النادي في تسلم أرض شمال العاصمة في تحويل ملكيتها لوكالة الأنباء السعودية.

يقول رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي أعضاء مجلس الإدارة يرون أن الأولوية تتمثل في تأسيس البنية الأساسية للنادي، ولذلك جرى تخصيص مقر النادي ليكون سبيلا لخدمة المشهد الثقافي كاملا، لأن ذلك يؤسس لمختلف الأنشطة والفعاليات في السنوات المقبلة، وأنه يخدم جميع مجالس الإدارات المتعاقبة للنادي، معرباً عن أمله أن يتحقق خلال الأيام المقبلة حلم مثقفي الرياض بمبنى يتلاءم مع مكانة العاصمة.

فيما اعتبر رئيس نادي مكة المكرمة الأدبي الدكتور سهيل قاضي أن مبلغ 10 ملايين ريال يمثل حوالي 50% من قيمة المبنى الذي سينشأ مقرا للنادي على الطريق الدائري بجوار المحكمة الكبرى، وقال "المبنى الجديد تبلغ تكلفته 21 مليون ريال"، مبينا أنهم في نادي مكة الأدبي يمارسون عملهم موقتا في المكتبة العامة.

غير أن رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان له رآي آخر.. إذ يقول "إن إدارته ستقوم بشراء مبنى استثماري بـ4 ملايين ريال يدر على النادي دخلاً ماليا"، وأضاف "وسيتم الإنفاق على أنشطة النادي في الدوريات والمطبوعات بمبلغ ثلاثة ملايين ريال، فيما سيتم دعم المبلغ المتبقي للمبنى الذي هو تحت الإنشاء"، وعن تحويل الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية، قال الدكتور عسيلان "لا أعلم أي شيء عن المراكز الثقافية بالمدينة"، لكنه استدرك قائلاً "المراكز الثقافية شيء، والأندية الأدبية شيء آخر".

من جانبه، قال رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني سنترك للمجلس المقبل حرية التصرف في مبلغ الدعم، وأضاف "تبقى خمسة أشهر على انتهاء فترة مجلسنا، ومن الأسلم أن نترك للمجلس الجديد حرية الاختيار والتصرف في المبلغ" وفضل الدكتور القحطاني أن يجد المجلس الجديد طرقا لاستثمار المبلغ.

المنحة لا تكفي نادي القصيم

على الرغم من أن نادي القصيم الأدبي يملك مقرا حضاريا بوسط بريدة، إلا أن رئيسه الدكتور أحمد الطامي قال "إن مبلغ 10 ملايين لا يكفي لإنشاء مقر جديد"، وأضاف "سيخصص كامل مبلغ الدعم الملكي لإنشاء مبنى للنادي على مساحة 10 آلاف متر مربع على أرض واقعة بطريق الملك عبدالله في بريدة".

وهو ما ذهب إليه رئيس نادي الطائف الأدبي حماد السالمي، وقال "سيتم تخصيص كامل مبلغ الدعم الملكي لإنشاء مقر حضاري للنادي"، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب إلى أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل لتخصيص أرض للنادي بالمحافظة.


فيما يرى رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور مسعد العطوي أن مقر النادي الحالي كاف، وقال "نادي تبوك الأدبي يملك مقرا رئيسيا ولا يحتاج إلى مقر جديد في الوقت الحالي، ولهذا سيخصص كامل المبلغ لشراء مبنى استثماري يدر دخلا مالياً للنادي".

الحدود الشمالية وجازان يختلفان

رئيس نادي الحدود الشمالية ماجد المطلق ذهب مع الآراء التي رأت تشييد مبان حضارية، بقوله "لأدبي الحدود الشمالية أرض تزيد مساحتها على 10 آلاف متر مربع، سيتم تخصيص 7 ملايين من مبلغ الدعم لإنشاء مبنى حضاري للنادي بمدينة عرعر، ومليونين للاستثمار، فيما يذهب باقي المبلغ إلى برامج للشباب وطباعة نتاجهم الأدبي"، وتابع "كما سندعم اللجان الثقافية بالمحافظات".

وهو الطرح الذي خالفه فيه نادي جازان الأدبي، حيث جاءت أولوية النادي بحسب رئيسه أحمد الحربي في الاستثمار على المدى البعيد، وقال "أدبي جازان سيستثمر 5 ملايين لشراء شقق ومحلات تجارية استثمارية، والجزء المتبقي من الدعم سينشئ به صندوقاً للأديب ومكتبة لبيع مطبوعات النادي ومكتبة كبرى للقراء في المقر"، مضيفا "كما أن لنادي جازان أرضا مخصصة حصلنا عليها من البلدية، سيتم إنشاء مقر عليها لاحقا".

8 ملايين لمقر أدبي الشرقية

رئيس نادي الشرقية محمد بودي أيد فكرة إنشاء مركز حضاري للنادي الأدبي، وقال "المبنى الذي يقع فيه النادي الأدبي بالشرقية في الوقت الحالي متهالك وتم إنشاؤه قبل حوالي 23 عاما"، وأضاف "مجلس الإدارة السابق أعد دراسة وتصميما من قبل مكتب هندسي لإنشاء مقر جديد بتكلفة إجمالية تبلغ 45 مليون ريال، إلا أننا بعد تسلمنا لمجلس الإدارة قمنا بإعادة الدراسة للمكتب الهندسي وتم تصميم رسم هندسي آخر يتوافق مع مبلغ الدعم من قبل خادم الحرمين الشريفين، حيث ستكلف إنشاء مبنى حضاري حوالي 8 ملايين ريال" وأضاف "سنستثمر باقي مبلغ الدعم للصرف على أنشطة النادي المختلفة".

استثمار في نادي الأحساء

ويقول رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور يوسف الجبر إن النادي تسلم من الأمانة أرضا مخصصة على مساحة 13000 م2، وأضاف "سيتم تخصيص 7 ملايين ريال لإنشاء مبنى حضاري، وسنستثمر مليوني ريال لتعود بدخل على النادي، إلى جانب دعم مطبوعات النادي بمليون ريال.

وجاءت أولوية نادي الباحة الأدبي مختلفة على لسان رئيسه حسن الزهراني الذي قال "إن المبلغ يخصص بالكامل لإنشاء مقر للنادي بعد أن حصلنا على أرض من الأمانة"، مؤكداً أن المبلغ لا يكفى لإنشاء بنى تحتية من مكتبة ومسرح وغيرها.

حائل يترك الأمر للمجلس الجديد

وأكد رئيس نادي حائل الأدبي عبدالسلام الحميد أنه ترك مبلغ الـ10 ملايين لمجلس الإدارة المقبل ليتخذ ما يراه مناسباً، مبيناً "المبنى الحالي مستأجر منذ تأسيس النادي 1415".

ويرى رئيس نادي أبها الأدبي أنور آل خليل أن الأمر شورى، وقال "الأمر متروك لأعضاء مجلس الإدارة، خصوصاً أن لدى النادي مقرا رسميا لكنه قديم جدا"، وبين أنهم سيجتمعون لاتخاذ ما يرونه مناسبا".

من جانبه، قال رئيس نادي نجران الأدبي صالح آل مريح إن مبلغ المنحة الملكية سيخصص لإنشاء مقر نموذجي للنادي.