كسوة الكعبة في التاريخ، بدأت قبل الإسلام وبعده. وكان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عندما تنزع كسوة الكعبة الشريفة القديمة يأمر بتقسيمها على الحجاج. أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد رأى أن تباع الكسوة القديمة، وينفق الثمن في سبيل الله.

وكل الخلفاء الأمويين والعباسيين قد تشرفوا بكسوة الكعبة إلى تعاقب العصور، وآخر من كان لهم دور في كسوة الكعبة مصر التي استمرت سنوات طويلة، حيث كانت تتم عملية صناعة وزخرفة الكسوة في (مصلحة الكسوة الشريفة).

وأيضا لا ننسى حاكم دار فور السلطان علي الذي استمر عشرين عاما يكسو الكعبة، وذلك في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، عندما توقف دور مصر لفترة عن كسوة الكعبة الشريفة لظروف تاريخية، وكان مصنع الكسوة الشريفة في (الفاشر) عاصمة دار فور في السودان في ذلك الوقت.

رحم الله كل من أسهم من المسلمين في هذا العمل كاتبا أو ناقلا أو آمرا أو أشرف عليه من الجنود المجهولين في كل العصور.

ثم تولت المملكة العربية السعودية تصنيع كسوة الكعبة المشرفة

في1962م، وأصبحت كسوة الكعبة الشريفة تُنتج في مكة الكرمة، وكان أحدث مصنع أنشئ عام 1977م في مكة أيضاً.

ويبلغ طول الكسوة 45 مترا وعرض الحزام 5 أمتار، تقريبا والكسوة تصنع من حرير وخيوط مذهبة وغيرها من الأمور الفنية الأخرى.

الملاحظ، أنه ليس هناك تسليط للأضواء في البرامج الثقافية أو الوثائقية في إعلامنا على إنجازات مصنع كسوة الكعبة في باب الجود في مكة المكرمة وما يتم به من جهد وعمل.

وهل الأيدي العاملة في الوقت الحاضر سعودية؟ وهل توجد في مراكز التدريب المهني الحكومية أقسام لنسيج وخياطة كسوة الكعبة بالذات، وذلك للعمل بعد التخرج مباشرة في هذا المصنع؟ وليستمر التدريب بشكل منهجي بتعاقب الأجيال القادمة.

كلنا ذاهبون ويبقى بيت الله الذي شرف بلادنا بخدمته.