احتفل الثوار الليبيون بدحر قوات القذافي عن مصراتة، في الوقت الذي قام فيه الزعيم الليبي بأول ظهور علني له منذ أسبوعين. وسيطر الثوار على مطار المدينة الواقعة في غرب البلاد بعد معارك طويلة وعنيفة أول من أمس. وكانت المدينة خاضعة لحصار قوات النظام منذ شهرين تقريبا.

وقال صلاح بادي الذي قاد الهجوم على المطار إن الثوار باتوا على بعد عشرة كلم فقط من زليطن في الغرب وإنهم سيواصلون التقدم بعد الاستراحة من المعركة الأخيرة. وتعتبر السيطرة على المطار إنجازا مهما لأن المدينة كانت شبه مقطوعة عن العالم والمرفأ فيها صلة الاتصال الوحيدة رغم تعرضه للقصف مرارا. وحذرت جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان من كارثة إنسانية في المدينة البالغ عدد سكانها 500 ألف نسمة والتي تواجه نقصا في الطعام والمعدات الطبية. ودمر المطار تماما وهناك حرائق مشتعلة حوله. وأضاف بادي أن ضباط قوات القذافي تراجعوا وأرغموا الجنود على البقاء. وحاول قسم منهم مواصلة القتال لكن غالبيتهم حاولوا الهروب متخفين في ملابس مدنية.

وفي طرابلس أفاد مسؤول حكومي أن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 10 آخرون في ضربات جوية شنها حلف شمال الأطلسي في وقت مبكر أمس وأصابت مجمعا في طرابلس كان يقيم فيه القذافي. وسمعت الانفجارات في محيط باب العزيزية. ووقعت الانفجارات بعد ساعات فقط على قيام التلفزيون الرسمي الليبي في وقت متأخر من ليل أول من أمس بعرض تسجيل للقاء بين القذافي وزعماء قبائل، وهو أول ظهور له منذ أسبوعين.

إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أنه وجه دعوة إلى المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لفتح مكتب دائم في لندن، وذلك لدى استقباله رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. وقال كاميرون "بوسعي أن أعلن عن سلسلة إجراءات لتعزيز تعاوننا مع المجلس". وأضاف أن "الحكومة تدعو المجلس إلى فتح مكتب رسمي هنا في لندن". ومن المقرر أن يلتقي عبد الجليل أيضا وزير الخارجية وليام هيج ووزير المالية جورج اوزبورن للتباحث في الإجراءات المتفق عليها الأسبوع الماضي مع مجموعة الاتصال حول ليبيا في روما، بحسب بيان لوزارة الدفاع. وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها عبد الجليل مباحثات مباشرة مع رئيس الحكومة البريطانية.

وفي سياق متصل تعتزم الخارجية الألمانية قريبا فتح مكتب اتصال لها ببنغازي. وأعلنت الوزارة في برلين أمس أن الهدف من ذلك هو إقامة اتصال دائم مع المجلس الوطني الانتقالي ودعم المواطنين شرق البلاد. ومن المنتظر أن يتم خلال الأيام المقبلة إيضاح الأمور العملية لافتتاح المكتب.

من جهته، قال السناتور الأميركي جون كيري إنه يعد تشريعا ينص على استخدام أصول مجمدة للقذافي لتأمين مساعدات إنسانية للثوار. وقال كيري إن "ما يطلبونه هو ببساطة دعم إنساني وتقني. أي الدعم الذي سيحتاجون إليه بعد سقوط النظام". كما أعلن مسؤولون في واشنطن أن الشحنة الأولى من المساعدات الأميركية غير العسكرية وصلت إلى الثوار في مرفأ بنغاري. وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر بأن المساعدة "تتألف من أكثر من 10 آلاف وجبة طعام حلال جاهزة للأكل".

وأضاف تونر أن "مواد أخرى في الطريق ومن بينها معدات طبية وبذات وأحذية عسكرية وخيم ومعدات للحماية الشخـصية".