نتفهم أن يغضب السويسريون من قرارات لم تأت على هواهم، ومن صافرات أطلقها الحكم الدولي السعودي خليل جلال رأوا أنها قادت منتخبهم للهزيمة أمام تشيلي بهدف، لكننا لا نرى مبرراً لأن ينجرف هؤلاء ليطلقوا تعبيرات عنصرية يرون فيها اتهاماً وتقليلاً من العربي من ماء الأطلسي وحتى أمواج الخليج، فيما نراها شرفاً وفخراً وجزءاً من تراث عابق بالمجد.

ونتفهم أن يحمل الخاسر على الحكم، وأن يجعله شماعة تعلق عليها كل الأخطاء، وندرك أن أحسن الحكام أقلهم أخطاء، لكننا نرفض أن يجنح هؤلاء المنتقدون ليتركوا أداء الحكم، ويركزوا على جنسيته، وعلى أصوله، لأن النقد حينها لن يكون نقداً وإنما انتقاصاً وتعدياً حتى على الذات.

وحينما تأتي الصحف السويسرية أو بعضها ـ إحقاقاً للحق ـ بنقد على هذا المستوى من التعبيرات العنصرية، فحينها يمكن لنا التساؤل، هل تستحق سويسرا فعلاً أن تكون بلداً مستضيفاً لأكثر من 20 منظمة دولية من بينها المقر الأوروبي لهيئة الأمم المتحدة، ومقراً رئيساً لأكثر من 200 منظمة غير حكومية من بينها اتحادات رياضية عدة أبرزها الفيفا؟.

انتقدنا منذ فترة لجوء بعضنا لانتقاد حكم لمجرد أن جنسيته هي ذاتها جنسية محترف في فرقنا، وحينما يمارس الآخر نقدنا على الجنسية فحينها يكون من حقنا أكثر أن نكشف عنصريته.