لطالما كان هناك انفصام عجيب شوه وجه الرياضة والرياضي السعودي طيلة سنوات ماضية, وظل التعامل معه – أقصد الوسط الرياضي - غائباً عن أولويات المسؤول والمراقب في الشأن الرياضي, وذلك بفعل الاتكالية المتأصلة في مجتمعاتنا العربية على الدولة في كل شاردة وواردة. وما عنيته هو "مجالات الخدمة الاجتماعية والتربوية والرياضية", وهي مجالات تتصل بواقع أكبر وأوسع شريحة اجتماعية في غالبية دول العالم ومنها السعودية, واعتنت الدول المتقدمة بهذه المجالات من خلال قطاعاتها وأنديتها ورياضييها أيما اعتناء.

ولكون القطاع الخاص قريب العهد في خوض غمار المجالات الاجتماعية والتربوية والرياضية, ولكونها مجالات فكر غائب أصلاً من ذهنية القطاعات ذات الصلة بالرياضة السعودية, إذ ظلت تنتظر خطوة إلى الأمام من إحدى الشركات الكبرى لتعلق الجرس كما يقولون, فكانت شركة اتحاد اتصالات "موبايلي" هي من خطت تلك الخطوة الطيبة, فسعت وخططت وآمنت ثم أقدمت على خوض التجربة الرائدة, فكسبت احترام وتقدير المواطن قبل المسؤول والمراقب, فهي وإن كانت معنية بعالم الاتصالات وثورته التقنية الواثبة, وضعت نصب عينها عملية اتصال وتواصل إيجابي مع شرائح المجتمع السعودي – أقول للتاريخ – إنه لم يسبقها فيها أحد, من خلال مشروعها المتميز مع وزارة التربية والتعليم بتنفيذها أضخم برنامج فعال بالمدارس تمثل في دوري المدارس الذي أحدث نقلة نوعية في التعامل المثمر بين القطاعات من أجل الشباب, فأحدث بهذه الرعاية من شركة موبايلي مجالاً رحباً - ما كان ليحدث - لإبراز قدرات ومهارات الشباب اليافعين التي كانت ستظل حبيسة غياب الفرصة المنظمة والإمكانات المسخرة.

واعتبر دوري المدارس – برأي التربويين والمتابعين - علامة متميزة في الموسم الدراسي للطلاب, واتبعت الشركة الرائدة خطوتها بشكل عملي من خلال (فريق موبايلي) المتميز الذي خاض محلياً وخارجياً تجارب مثيرة كانت محل متابعة وتثمين المراقبين وساهمت في بروز مجموعة من الشباب الموهوب والمؤهل رياضياً وبدنياً وعلمياً وأخلاقيا. وهاتان الخطوتان المثمرتان دفعتا الشركة إلى الإقدام على التجربة الاجتماعية من الباب الواسع من خلال رعايتها لكثير من المهرجانات والمناسبات والتظاهرات الاجتماعية على مستوى الحدث والوطن في خطوات حظيت بتقدير وتثمين أعلى مستويات المسؤولية في بلادنا الحبيبة, ولعل آخرها تثمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدور الذي قامت به شركة موبايلي تجاه المناسبات الاجتماعية المتعددة, وتبعته شهادة أخرى من أميري الشباب والرياضة الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل اللذين أثنيا على ما بادرت به "موبايلي" تجاه الشباب الرياضي السعودي بصورة كان لها أبلغ الأثر في الارتقاء بالرياضة السعودية, فلا ننسى ما بدأت به من رعايتها المتميزة للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم المشارك حينذاك في نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006 بمبلغ إشارت التقديرات إلى أنه فاق الـ38 مليون ريال, إلى مساهماتها العملاقة والمتمثلة في الرعاية والشراكة الشاملة للنادي العاصمي الهلال بعقد لم يسبق له مثيل ناهز الـ200 مليون ريال على مدى خمس سنوات، لتكون بمثابة نقلة حقيقية وعملية في مجال الاستثمار الرياضي السعودي فتحت آفاقاً كانت إلى عهد قريب أقرب للحلم منه للواقع, وعدا ذلك أدوار عدة إيجابية الأثر والتأثير على المجتمع والتربية والتعليم ومجالات إنسانية كثيرة.

إن المجتمع عامة والشباب السعودي خاصة اليوم تحديداً في أمس الحاجة لخطوات جديدة من شركات وطنية مثيلة لـ(موبايلي) حتى نجد ذلك التكامل المطلوب في منظومتنا الاجتماعية والاقتصادية والرياضية.