قصف حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالصواريخ عددا من الأهداف في منطقة طرابلس أمس، يبدو أنها تضم مجمعا للزعيم الليبي معمر القذافي. وقال مسؤولون ليبيون: إن أربعة أطفال أصيبوا جراء الزجاج المتطاير في انفجارات أحدثتها الضربات. واصطحب مسؤولون ليبيون صحفيين أجانب إلى مستشفى في العاصمة الليبية تحطم زجاج بعض نوافذه على ما يبدو نتيجة الانفجارات التي أطاحت ببرج اتصالات قريب. كما تم اصطحاب الصحفيين لمشاهدة مبنى حكومي يضم اللجنة العليا للطفولة وقد دمر بشكل كامل. وقال شاهد "يشير اتجاه انفجار واحد على الأقل إلى استهداف مجمع القذافي". ولم يظهر القذافي علنا منذ 30 أبريل الماضي حين قصفت طائرات الأطلسي منزلا في العاصمة الليبية في غارة قتل خلالها أصغر أبنائه وثلاثة من أحفاده.
وأكدت متحدثة باسم الحلف أن الغارات التي شنتها طائرات الحلفاء على طرابلس لا تعني تصعيدا للحملة التي يقوم بها الحلف، لكنها تؤكد عزمه على تدمير الآلة العسكرية للزعيم الليبي. وقالت مساعدة المتحدثة باسم الحلف كارمن روميرو "نحن مستمرون في تطبيق الاستراتيجية نفسها، وهي تقضي بتقليص قدرة نظام القذافي قدر الإمكان على ضرب المدنيين"، ما لم تعد قواته إلى ثكنها. وعن الغارات الليلية على العاصمة الليبية، أضافت روميرو "أن الحلف سيستمر في مهاجمة مراكز المراقبة والقيادة الليبية وكل المنشآت التي يمكن أن يستخدمها جيش القذافي". ونفت المتحدثة أن يكون الحلف الأطلسي بات يستهدف قلب نظام القذافي من خلال ضرب أهداف من دون أن يتخوف من قتل المسؤولين العسكريين والسياسيين الذين يرفضون الاستسلام. وأضافت "لا نستهدف أشخاصا محددين".
وكان الأمين العام للناتو أندرس فو راسموسن قد دافع عن جهود الحلف لحماية المدنيين في ليبيا ضد هجمات القوات الموالية للقذافي. ودعا راسموسن في كلمة أمام مجلس الشؤون العالمية في أتلانتا إلى تصعيد الضغوط السياسية لإكمال الجهود الحربية الغربية. وقال "إننا نستطيع أن نفعل الكثير من خلال الغارات الجوية، ولكن لا نستطيع أن نضمن ألا يهاجم نظام مارق مثل نظام القذافي شعبه بنسبة 100%". إنه يستخدم قناصة، كيف نستطيع أن نمنع قناصة من مهاجمة أبرياء من خلال حملة جوية؟ إنه ببساطة أمر غير ممكن".
وفي طرابلس أفاد شهود عيان بأن بعض المدارس علقت أعلام الثورة الليبية، وهو ما اعتبره المراقبون تطورا جديدا ومهما في الأحداث التي تشهدها ليبيا. وأضافوا أن هناك بعض المظاهرات في سوق الجمعة وتاجوراء، موضحين أن الأوضاع لم تكن آمنة في شوارع طرابلس خلال الليل، حيث كانت هناك عمليات تفتيش واعتقالات ومطاردات.
وعلى الصعيد الإنساني أعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس أن نحو 750 ألف شخص فروا من ليبيا منذ بدء العمليات. وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أمام مجلس الأمن "إن النزاع وانهيار البنى التحتية في البلاد والنقص في الأموال والمحروقات تسببت بمشاكل خطيرة للسكان في ليبيا".