في الوقت الذي تنتظر فيه طالبات السنة النهائية بجامعات المملكة يوم تخرجهن بفارغ الصبر، إلا أن قلة الوظائف، وضعف الراتب، وعدم توفر شهادة الخبرة عوامل تؤرق مضاجعهن، فيتابعن الدراسة بجد واجتهاد، وفي الوقت نفسه عيونهن على الوظيفة.

وعلى هامش فعاليات يوم المهنة الذي نظمته أمس كلية إدارة الأعمال للبنات في جدة، أبدت شهد لاري (طالبة بكلية إدارة الأعمال بجدة) تخوفها من تدني رواتب الخريجات، خاصة أنها تعايش تلك المشكلة لدى إحدى قريباتها، مشيرة إلى أن مبلغ الثلاثة آلاف ريال الذي تحصل عليه الخريجة غالبا غير كاف بعد رحلة التعلم الطويلة، والآمال التي يعلقها الخريج على المستقبل، متوقعة أن ذلك سيدفع بعض الشباب الذين تخرجوا من جامعات أجنبية للبحث عن فرص أخرى خارج الوطن، مما يحرم الوطن من الاستفادة من أبنائه، خاصة في ظل عروض أفضل، وبيئة عمل صحية.

من جهتها اعتبرت دينا رضا (طالبة جامعية وتعمل مذيعة في راديو "ميكس إف إم")، أن عدم قناعة رؤساء الشركات والمؤسسات بأهمية تمكين المرأة يعد أكبر عائق أمام توظيف الفتيات، ويزيد من نسبة البطالة لديهن، مشيرة إلى أن تشكيك المسؤولين في الشركات في قدرة الفتاة السعودية سيحد من صعودها، وإبراز قدراتها العملية، مما سيحصر الوظائف القيادية في الرجال.

ولفتت حياة المربعي (طالبة في كلية إدارة الأعمال) إلى قضية شهادة الخبرة التي تتطلبها أي وظيفة، متسائلة عن كيفية حصول الخريجة على شهادة خبرة فور تخرجها، مطالبة الشركات بالقيام بمسؤولياتها الاجتماعية تجاه أبناء الوطن، وإتاحة الفرصة أمام الخريجين للتدريب، ومن ثم يحكمون عليهم، مشيرة إلى لجوء العديد من الفتيات إلى اللحاق ببعض الشركات، والعمل لديها بدوام جزئي أثناء دراستهن.

بدوره طالب أمين عام الغرفة التجارية عدنان مندورة الشباب السعودي بالانخراط في سوق العمل، كل حسب تخصصه، داعيا إلى عدم وضع تدني الرواتب، ولا سيما في القطاع الخاص، حجر عثرة أمامهم، مفيدا بأن 90% من مؤسسات القطاع الخاص تندرج ضمن المؤسسات الصغيرة.

وأكد مندورة على هامش فعاليات يوم المهنة أن قضية التوظيف هذه الأيام ليست سهلة، وتحتاج لوقت للوصول لحل ناجع لها، موضحا أن الغرفة التجارية تعتبر محركا للتوظيف، باعتبارها همزة وصل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والشباب.

وفي ذات السياق دعت عميدة كلية إدارة الأعمال للبنات الدكتورة نادية باعشن الخريجات الجامعيات إلى عدم القبول بالرواتب المتدنية، مطالبة إياهن بالبحث عن العرض الأفضل، مستبعدة أن تقدم البنوك والشركات الكبرى رواتب متدنية.