إنّ بعض البشر كثرة كانوا أو قلة قد انحدروا بصفةٍ مُريعةٍ حتى أصبحوا قادرين على اقتراف كلّ الآثام، والقسوة، والظلم دون أن يكونوا في وضع المدانين قانونيا، وعندما يبلغ هؤلاء حالة كهذه فهم مرضى، تلوثت أرواحهم وصار خطرهم ممتدا على كل من حولهم، المكان، والبشر، والحياة.

لِكي يُشفوا من أمراضهم ويقضوا على الصّعوبات في حياتهم الروحية يجبُ عليهم أن يتعهّدوا ويُمارسوا الحق، والرحمة، هذا هو الهدف الحقيقيّ من كون الإنسان إنسانـًا، إن أراد أن يعودَ إلى الأصل ويسترجعَ الحقيقة الأولى لذاته..

"وتحسبُ أنكَ جُرمٌ صغيرٌ وفيك انطوى العالمُ الأكبر"

لكي تبدأ بجعل هذا جزءا من كينونتك يجب تطهير الروح كُليًا، من كلّ الأشياء الخبيثة التي توجدُ في الأفكار والتي هي "النفس الخبيثة"، وبهذا يكون لديك حالة طاقية عُليا وجسم مُكوّن من مادّة طاقيّة عُـليا. حالما تتغيّر أفكاركم ستتغيّرون شيئًا فشيئًا.

إن ما في الداخل يفيض إلى الخارج، فكيف يبدأ الإنسان حياةً جديدة عبر التعامل مع الحياة باعتبارها كونا ينطوي في داخله، وكيف يشفى من نزعاته وتعلقاته الأنانية؟

إن ممارسة مبادئ "الحق، الرحمة" تهبنا صحة أفضل، طاقة متجددة، صفاء ذهنيا، راحة، طمأنينة داخلية. صحة وحياة ذات معنى. المطلوب فقط هو عقل منفتح وضمير يقظ.. هذه الممارسة "تمثلُ طبيعة الكون: "الحقّ، الرّحمة" في مُستوياتها المُختلفة وأشكالها المُختلفة. إنهُ ما يُسمّى في المدرسة (الطاويّة) بـ"الطريق" (تاو)، وفي المدرسة البوذيّة بالشّريعة, وفي الإسلام بالإيمان، "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر".. و"أرحم الراحمين" والرحمة أساس العلاقة بين الخالق والكائنات.

مارس الحق في حياتك باطنيا وليس ظاهريا فقط .عندما تـُمارس هذه الطريقة، هناك حقل يتكوّن حواليك. ماهو؟ إنه حقل مغناطيسيّ، هذا الحقل يحتوي على ذبذبات طاقة خيرة تحتوي تقريبًا على كلّ الموادّ التي تـُكوّن جميـع عوالم كونك الذي يحيط بك.

إذن، ما هي وظيفة هذا الحقل؟ هذا الحقل مليء بالرّحمة وهو يتوافق مع طبـع الكون، لذلك أصحاب هذا الحقل الطاقي لا تكون لديهم أفكار سيّئة، الذي يمارس الحق في حياته يبعث الطاقة الطيبة حوله ويفيدُ بها الآخرين، بهذه الطريقة، الناس الموجودون في المنطقة التي يُغطيها حقل طاقتكم الطيبة ويُمكن أن يستفيدوا منه، ربّما يُحسّون براحةٍ كبيرةٍ جدّا وربما يتغيرون. ربّما تلعبون هذا الدّور في الشّارع، أو في مُؤسّسة عملكم، أو في بُيوتكم. الناس الذين هم في دائرة فضاء حقلكم، ربّما تنقذونهم من السوء المحيط بهم لأنّ هذا الحقل يستطيع أن يُعدّلَ كلّ الحالات غير السويّة.