تعرض المعمارية زها حديد أعمالها في فرنسا لأول مرة، وذلك من خلال معرض ضخم يستضيفه معهد العالم العربي من الآن حتى نهاية أكتوبر من العام الحالي، لتغدو هذه التظاهرة والتي تحمل عنوان "زها حديد المعمارية" بداية التعرف عن قرب عن فن الهندسة المعمارية. وحول هذا المعرض تقول "حديد": أعتقد أننا من خلال الهندسة المعمارية يمكننا أن نعطي لمحة عن عالم آخر، وأن نقترح العديد من الأفكار من خلال هندسة حركية وعالمية وحيوية. وتضيف زها أن الهدف من عرض هذه الأعمال هو استعراض مبان قد يراها البعض تحتوي على الكثير من الغرابة ولكنها في الحقيقة مستوحاة من تجارب أخرى ومن الزخارف المحيطة بنا في كل مكان.
وتستعرض زها من خلال معرضها الأول في فرنسا إنتاج ما يقرب من الثلاثين عاما من العمل، حيث هناك مشاريع أنجزت، إلى جانب أخرى قيد التنفيذ وثالثة مازلت بداية حلم سوف يترجم قريبا على أرض الواقع، وذلك من خلال عرض العديد من النماذج والأفلام واللوحات والتماثيل والماكيتات التي تسمح للزائرين بالدخول الكامل لعالم الفنانة الهندسي. ومن أهم الأعمال المعروضة ماكيت البرج اللولبي الذي نفذته زها لجامعة برشلونة، ومركز الأحياء المائية لدورة الألعاب الأولمبية لعام 2012، كما يضم مشروعات معمارية خاصة بالعالم العربي مثل مركز الفنون الحية في أبو ظبي، والتصور الجديد لبرج النيل في القاهرة، وبرج الرباط في المغرب وأبراج مدينة دبي المزمع تشييدها.
ويؤكد القائمون على التظاهرة في معهد العالم العربي أن الزائر لهذا المعرض هو مدعو لرؤية ثلاثة مستويات من البناء والتدريج والأسلوب الجديد في العرض، واكتشاف تجارب زها حديد وتجربة الوجود في مناخ من الهندسة الانسيابية. والاقتراب كثيرا من حالة القلق وعدم الاستقرار الذي تعكسه هذه الأعمال على الرغم من كل ما تحمله من روعة ودقة وتجديد، وإمكانية الاسترسال في الفضاءات الخارجية بشكل لا نهائي مما يعكس الخلفية الإسلامية لنشأتها وتأثرها بالخط العربي إلى جانب حالة التجريد الزخرفي، كل هذا إلى جانب ما تتمتع به من تجديد وإضافات.
ومن الأهمية هنا ذكر أن زها حديد واصلت طوال حياتها المهنية دفع حدود الهندسة المعمارية الحضرية.