سقط عدد من القتلى والجرحى ودمر عدد من المنشآت والمنازل والمرافق العامة في مدينة سوكنة في منطقة الجفرة الواقعة على بعد 600 كلم جنوب العاصمة الليبية طرابلس جراء قصف طائرات الأطلسي للمنطقة في الساعات الأولى من صباح أمس، فيما تركزت المعارك بين المتمردين وقوات العقيد معمر القذافي على مدينة مصراتة (غرب)، بينما عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن عن تفاؤله في تطور الوضع, في وقت تصاعدت فيه أصوات برلمانية وشعبية في هولندا لإنهاء المشاركة فى العمليات العسكرية التي يقوم بها الحلف، بسبب التقشف العسكري الذي بدأته هولندا ابتداء من أمس.

وقال راسموسن لشبكة التلفزيون الأميركية "سي إن إن" إنه "على القذافي أن يدرك سريعا أن لا مستقبل له ولنظامه. بدأ العد العكسي بالنسبة إليه وازدادت عزلته". وتولى الحلف الأطلسي منذ نهاية مارس قيادة العمليات العسكرية في ليبيا وشن خلال شهرين أكثر من 2260 ضربة بتفويض من الأمم المتحدة لمنع قوات القذافي من مهاجمة المدنيين. وسمح التدخل بوقف الهجوم المكثف للنظام الليبي على الشرق الذي يسيطر عليه المتمردون، لكن النزاع يتعمق منذ ذلك الحين ويشتد القتال في مدينة مصراتة الساحلية التي تبعد مئتي كيلومتر شرق طرابلس وفي جبال البربر في الجنوب الغربي. وفي مصراتة التي تحاصرها قوات معمر القذافي منذ شهرين، تجري المعارك على ثلاث جبهات" الشنتان شرقا والأكاديمية العسكرية وطريق المطار في الجنوب وبورقية في الغرب"، وفق مراسل فرانس برس. وأكد المتمردون أنهم عززوا سيطرتهم على بورقية فيما تتركز المعركة في منطقة المطار.

وقال عمر سالم (48 عاما) قائد العمليات "نستعد للتقدم واحتلال المطار، هذا الأمر قد يحصل في أي لحظة"، داعيا الحلف الأطلسي إلى قصف مستودعات الذخيرة التي يملكها الجيش على بعد خمسة كيلومترات جنوب المطار. وأوضح قائد آخر هو أحمد باسم أن "الجيش متمركز في المطار ومخازن الذخيرة موجودة في سوق التوانسة على بعد خمسة كلم جنوبا".

وبعد أسبوع من الهدوء، استهدفت المدينة مجددا بقصف كثيف بقذائف الهاون وصواريخ غراد ردا على هجمات الثوار. وفي بنغازي معقل المعارضة في الشرق، قال سعدون المصراتي المتحدث باسم الثوار "إذا استمر هذا الهجوم المتعمد على منطقة الميناء فقد نجد أنفسنا في وضع سيئ جدا على صعيد التزود بالمياه والغذاء". وأضاف أن المخزون الحالي قد يكفي "لنحو شهر"، موضحا أن سفينة واحدة تنقل مساعدات إنسانية تصل أسبوعيا إلى مصراتة منذ بدء قصف الميناء قبل أسبوعين. ونقل عن مصادر طبية في المدينة أن 828 شخصا قتلوا حتى الأربعاء الفائت وفقد أكثر من مئتين آخرين والأرجح أنهم قتلوا. وأكد المصراتي أن الأسلحة الخفيفة التي يستخدمها الثوار في مواجهة دبابات قوات القذافي ومدفعيتهم غير كافية، وقال أيضا "نريد أسلحة تغير المعطيات".

من جهة أخرى، قالت مصادر في المجلس الوطني الانتقالي أمس إن إيمان العبيدي التي اتهمت جنود القذافي باغتصابها أصبحت في قطر حاليا بعد أن "ساعدها الثوار على الهرب".

على صعيد آخر، وصل إلى القاهرة أمس، وفد الأمم المتحدة قادما من بنغازي على متن طائرة خاصة في زيارة لمصر تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين المصريين حول تطورات الوضع في ليبيا.