أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لـ "الوطن"، أن القيادة الفلسطينية أبلغت بمحاولة فرنسا تنظيم مؤتمر للسلام على هامش مؤتمر لتعزيز الدولة الفلسطينية ستنظمه في باريس نهاية يونيو المقبل. وحول ما تردد عن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أرجأ خطابا له حول الشرق الأوسط بسبب المصالحة الفلسطينية قال عريقات "لم يحدد موعد لخطاب أوباما حتى يتم إلغاؤه بسبب المصالحة. وكان هناك حديث عن إمكانية خطاب له ونعتقد أن هذه الإمكانية ما زالت قائمة لكن لا ندري متى".
وإزاء إعلان مصادر إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر ألا يتحدث أمام الكونجرس الأميركي، والمقرر أواخر الشهر الجاري، عن مسار سياسي جديد في أعقاب المصالحة الفلسطينية، قال "نتنياهو لم يكن شريكا للسلام منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الوزراء. فقد تذرع بعدم إمكانية إحلال السلام مع الضفة الغربية دون غزة، وعندما توحدت الضفة وغزة من خلال المصالحة فإنه يتخذها ذريعة من أجل دفع استحقاقات عملية السلام".
في غضون ذلك قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن مركزية حركة فتح قررت تشكيل لجنة لمتابعة تشكيل الحكومة بالتوافق مع جميع الفصائل الفلسطينية حسب اتفاق القاهرة، تضم أعضاء اللجنة المركزية نبيل شعث وحسين الشيخ ومحمود العالول وصخر بسيسو وجبريل الرجوب.
وأشارت مصادر إلى أن جلسة حوار ستعقد مطلع الأسبوع المقبل في القاهرة برئاسة فتح وحماس ومشاركة باقي الفصائل الفلسطينية للبحث في تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة وغيرها من الخطوات التنفيذية للمصالحة.
إلى ذلك، زار وفد إسرائيلي برئاسة مستشار نتنياهو، إسحاق مولخو القاهرة أمس، حيث أجرى مباحثات مع مسؤولين مصريين حول عدد من الملفات في طليعتها تصدير الغاز المصري لإسرائيل، والمصالحة الفلسطينية وتحريك ملف الجندي الإسرائيلي المختطف في قطاع غزة جلعاد شاليت.
وبدوره أعلن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أمس أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس يبقى "بشكل مطلق" شريكا في السلام رغم اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. وقال لصحيفة "جيروزاليم بوست" عشية الذكرى الثالثة والستين لاغتصاب فلسطين "انتقدت عباس (بخصوص هذا الاتفاق) لكن ذلك لا يلغي ضرورة الحوار معه. لا أنوي التخلي عن معسكر السلام لدى الفلسطينيين رغم أنني أنتقده". وحذر بيريز من أن "التوجه إلى الأمم المتحدة فقط مع إعلان استقلال دون تبديد قلق إسرائيل بخصوص أمنها سيعني استمرار النزاع وليس نهايته".
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أنه على إسرائيل أن "تفرض شروطا قاسية جدا على حماس وعلى الحكومة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية".
وقال إن "اتفاق المصالحة هذا يمكن أن يكون إيجابيا إذا قبلت الحكومة الفلسطينية التي ستشكل شروط اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط عبر اعترافها بإسرائيل والاتفاقات المبرمة في السابق وعبر وقوفها ضد العنف".
وفي القاهرة، أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن المصالحة بين فتح وحماس يعد بداية لقيام الدولة الفلسطينية وتحرير الأقصى، مشدداً خلال استقباله رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل على ضرورة تفويت الفرصة على أية محاولات للعودة للانقسام مرة أخرى.