الكون يعج بالكثير من البشر وكل له مذهبه وديانته ونحلته، وهم لاشك عناصر بشرية متفاوتة في التوجه مختلفة في الاتباع فينشأ عند البعض منهم شيء من التنافر نتيجة عدم توافق في الرؤى والمعتقد وبالتالي تنشأ حالة من الاختصام والتناحر فيؤول الأمر إلى كوارث بشرية تؤدي إلى حمم الدم. دائماً وأبداً نلاحظ أن شرارة الفتنة تنشأ من صغار القوم ليس سناً ولكن عقلاً ، أما عقلاؤهم فيدركون حقيقة الوضع كون هذا الاختلاف طبيعة بشرية أرادها الله لتكون موطن رحمة لا لتكون إشكالية كونية يتلمظ حرقتها الجميع.
المشكلة في عالم اليوم أن أنصاف العقلاء ومدعي الرأي يضعون لأنفسهم مكانة لفرض رأيهم والخروج ولو بحد أدنى من الالتفاتة حتى لو كانت الأمور تسير بغير العقل وبدهية المنطق، المهم أنهم استطاعوا التأثير.
هذه من آفات الكون وابتلاءات الزمان أن يقود لواء البشرية من لا يملك قيادة نفسه فضلاً عن الآخرين، وأصحاب الفطنة والكياسة مغيب صوتهم ليس لهم حراك ولا لواقع علمهم أي أثر.. هنا حدثت الكوارث البشرية فتصبح الحال كما تشاهدون وتسمعون عراكا وتطاحنا يعم الأرض، وهذه هي إرادة الصغار عندما يكون لصوتهم صدى ولرأيهم مصدق. كنا نتمنى أن يسود العالم حالة من الهدوء والاستقرار فيكون عقلاء الأمة وحكماؤها هم الذين يديرون الدفة ويوصلون الناس إلى بر الأمان. ماذا يعني أن تكون صاحب دين سماوي وشريعة سمحة ولكن للأسف لا تفقه إرادة هذه الشريعة ولا تدرك مراميها؟