في الهلال تحديداً لا يمكن أن تقيس نجاح العمل الإداري بالبطولات, فهذا المنتج الهام غير مستغرب في هذا الكيان الذي تضج خزائنه بالكؤوس، إلا أن العبرة لديه في العملية التكاملية التي تسمح لمن يأتي بعدك أن ينطلق من أرض خصبة.
والمشهد الإداري الهلالي الحالي لا يمكن اختزاله في عدد الألقاب التي حققتها إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد أو حتى التذاكي أن الفريق مازال ينافس على الصدارة لأنه وضع طبيعي أن يظهر حامل اللقب (باسمه وجماهيره) بين أفضل أربعة أو خمسة أندية في المملكة, لكن الواقع يقول إن هلال اليوم يملك بطاقات لاعبين (للاستثمار) غير قادرعلى تسويقهم بما يوازي المبالغ التي دفعت فيهم؟؟ وهو فريق يعاني من (رغبة) هجرة نجوم غير مسبوقة؟؟ ويتحمل اسمه ارتباطاً تجارياً في شارع التحلية بالعاصمة (متجر موبايلي) سيثقل كاهل أي إدارة تأتي بعد الحالية لأنه غير واضح الملامح ما إن كان مشروعاً خاصاً أم مخصصاً قبل أوانه ودون نظام يحميه؟؟ إضافة الى وهن واضح في مخرجات الفئات السنية.
المشهد في الهلال ضبابي, ولا يمكن القول إن الفريق الحالي هو الذي استلمته الإدارة من سلفها أو حتى ذاك الذي ظهرت به أول مواسمها, بعد تكرر ترددها في عقود مدربيها والمنحنى التنازلي الغريب في مستوى تعاقداتها المحلية والأجنبية, فباستثناء كوزمين إلا أن قصة جيريتس الذي أصروا لأشهر على العناد أنه لم يوقع رغم حزمه لحقائبه تحوي في تفاصيلها كثيراً من التشابه مع قصة دول الذي يتخذ الهلاليون من دبي مسرحاً للتفاوض مع بديله رغم تجديدهم الثقه فيه؟ وقصة كالديرون ابتدت وانتهت وهي مثل سر غامض لا تعلم فيه على أي أساس حضر وعلى أي أساس رحل.
اذاً كأني بالتردد سمة غالبة في اتخاذ القرار (الحديث) في الهلال, وإن أحسنت الظن سأقول إن مساحة الشورى التي أفردتها الإدارة (أطول من اللازم) على فريق صاخب لا يحتمل كثيراً من التأخير ولا الهزات المبررة بأفكار إعادة البناء, كما أن العمل الاستثماري خلال السنوات الماضيه كان من التوسع بدرجة قد يصعب إيجاد من يتحمل تركتها بعد رحيل الإدارة الحالية.