"تأسيس جمعية لمناهضة التمييز"، و"سن قوانين تجرّم دعاة الفرقة بين أبناء الوطن الواحد"، و"جملة مقترحات تصب في إطار تعزيز الوحدة الوطنية".. كانت هذه خلاصة ما خرج به اللقاء المفتوح الذي أقامه منتدى حوار الحضارات بمحافظة القطيف، في منزل الإعلامي فؤاد نصر الله، مساء الخميس الماضي.
ركز المنتدى على أهمية الوحدة الوطنية وضرورة تعزيزها، وأنها من صميم الشريعة الإسلامية، وأن بديلها هو الفرقة والتمزق، داعيا إلى سن قوانين تشدد على عقوبة من يدعو للفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
وأشار فؤاد نصر الله، في كلمته التي بدأ بها اللقاء، إلى أهمية الاندماج الوطني، وتعزيز اللحمة الوطنية.
وقال مقدم البرنامج الدكتور فؤاد السني: إن حب الوطن كان دافعا للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بأن يبكي لفراق وطنه الذي أحب، وهو قدوتنا في ذلك، لأن للوطن مكانة كبيرة في رسالته السماوية وصلت لكل من حوله، فترك للأجيال حدثا يذكره الكبير والصغير ليتغنوا بصدق حبهم لأوطانهم اقتداء به. وأشار إلى عبارة قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في زيارته إلى منطقة القصيم، والعبارة هي: "أرى أنه لا يتناسب مع الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا علماني وهذا ليبرالي، وهذا منافق وهذا إسلامي متطرف وغيرها من التسميات، والحقيقة أن الجميع مخلصون إن شاء الله".. ليؤكد وجوب بقاء الوطن وعاء جامعا للكل وإن اختلفوا.
وتوالى المشاركون في الحديث عن مفهوم الاندماج وضرورته، حيث قال الشيخ حسن الصفار: إن أرض الجزيرة حققت أروع وحدة مجتمعية بين القبائل التي كانت تعيش الاحتراب، وذلك على يد الرسول الأكرم، مشيرا إلى أن المنهج الإلهي وهو الإسلام هو الذي حقق ذلك الانسجام ليؤكد أن الوحدة المصطنعة لا تنجح.
وقال الدكتور عبدالرحمن العصيل: إن سيرة الرسول الأكرم علمتنا أن هناك ديانات مختلفة علينا أن نحترمها ونكرم أتباعها، كما علمتنا احترام الإنسان لإنسانيته، داعيا العلماء إلى السير على الطريق نفسه، فهم عقل الأمة ولسان حالها وقادتها إلى الخير.
وانتقد عقل الباهلي بعض الندوب الماثلة على وجه الوطن، التي يتبناها البعض وهي الدعوات إلى المناطقية والقبائلية والطائفية، قائلا: "إن وطننا يا سادة فيه خير كثير وقيادة ممثلة بالملك عبدالله، وأعتقد أن بإمكاننا بناء وطن جميل نستحقه". وأشار إلى أن العديد من المواطنين العرب والمسلمين يلتزمون بالأنظمة والقوانين إذا ما ذهبوا إلى البلاد الغربية، وحينما يعودون إلى وطنهم يبحثون عن كل العكازات للقفز على الحواجز النظامية.
في حين دعا علي المستنير إلى نبذ كل أشكال التمييز ونشر ثقافة رفض التمييز وتجريمه، وأعلن عن انطلاق جمعية لمناهضة التمييز "سواسية"، ويأمل في الحصول على ترخيص رسمي لها.