تحولت مدينة قندهار إلى ساحة مواجهة حقيقية بين حركة طالبان التي تعتبر المدينة أحد معاقلها في جنوب أفغانستان، والقوات الأفغانية، حيث شهدت المدينة اشتباكات أمس، لليوم الثاني على التوالي بعد أن شن المقاتلون سلسلة هجمات منسقة بقذائف صاروخية الدفع وهجمات انتحارية ضد مبانٍ حكومية.

وقال الجنرال رزاق من شرطة الحدود إن عدد القتلى جراء المعارك التي استمرت طول ليل أول من أمس ارتفع إلى ثلاثة عشر قتيلاً بينهم 6 انتحاريين إلى جانب إصابة 46 آخرين بينهم 24 من رجال الشرطة.

وأكدت وزارة الداخلية الأفغانية أن ما لا يقل عن 23 مهاجماً لقوا مصرعهم منذ بدء الهجمات التي بدأت يوم السبت، موضحة أن جميع هؤلاء القتلى كانوا فروا من السجن في عملية فرار جماعية الشهر الماضي في المدينة نفسها.

وأضاف بشري أن 15 مدنياً و12 شرطياً و11 موظفاً في شركة أمن خاصة و5 من جنود الجيش الوطني أصيبوا بجروح جراء المواجهات أيضا.

وقال الناطق باسم حركة طالبان يوسف أحمدي إن العملية الأخيرة في المدينة هي حلقة من سلسلة عملية "بدر" الربيعية التي أعلنتها الحركة مطلع الشهر الجاري في أفغانستان.

وزعم أحمدي أن المواجهات الأخيرة بين القوات الأفغانية والدولية وبين المقاتلين في المدينة أسفرت عن مقتل وإصابة 116 من عناصر الأمن الأفغانية إلى جانب تدمير 19 من عرباتها العسكرية.

وأعلن الناطق باسم حاكم ولاية بكتيكا مخلص أفغان عن مقتل 10 باكستانيين أثناء عبورهم الحدود المشتركة في منطقة برمل الحدودية بعد عبورهم الحدود بهدف القيام بأعمال تخريبية في أفغانستان.

وأشار إلى أن قائد المجموعة هو سيف الله الباكستاني الجنسية من منطقة وزيرستان الشمالية.

من جهة أخرى انكشف الناطق باسم الاستخبارات الأفغانية لطف الله مشعل إن طالبان تعاني نقصا حادا في المقاتلين، خاصة الانتحاريين لذا بدأت تستخدم الأطفال في الهجمات الانتحارية، مشيرا إلى أن السلطات اعتقلت مجموعة من 4 أطفال دون الـ14 من أعمارهم في مدينة جلال أباد بعد عبورهم الحدود إلى داخل المدينة، موضحا أن المجموعة تلقت تدريبات في إحدى المدارس الدينية في مدرسة سبين جومات "المسجد الأبيض" في مدينة بيشاور الباكستانية، خاصة الهجمات الانتحارية.

إلى ذلك، بثَّت حركة طالبان الأفغانية شريط فيديو للكندي رادرفورك کولن ميکنزي (22 عاماً) الذي خطفته قبل أشهر في ولاية غزني بوسط أفغانستان هددت بمحاكمته بتهمة التجسس على الحركة.

وبينما يعتبر ميكنزي في هذا الشريط الذي يصوب مسلحان رشاشيهما نحوه أنه جاء إلى أفغانستان كسائح، قالت الحركة إن التحقيقات التي أجرتها معه تؤكِّد تجسسه على الحركة وفعالياتها العسكرية.