طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من باكستان الإسراع في التحقيق حول "شبكة الدعم" التي استفاد منها أسامة بن لادن في هذا البلد، وذلك في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" ونشرت مقتطفات منها أمس.

وأكد أوباما في المقابلة "نعتقد أنه استفاد من شبكة داعمة أيا تكن داخل باكستان"، مضيفا "لكننا لا نعرفها".

وأضاف "يتعين علينا التحقيق في الأمر، ويتعين على باكستان خصوصا أن تحقق". وقال أيضا بشأن السلطات الباكستانية "لقد تحدثنا معها بهذا الشأن وأكدت أنها تأمل في كشف أي نوع من الدعم تمكن بن لادن من الاستفادة منه".

واعتبر أوباما "أنها مسائل لا يمكننا الرد عليها بعد ثلاثة أو أربعة أيام على الوقائع".

من جانب آخر،نشر موقع إسلامي مقاطع من تسجيل لبن لادن، قال الموقع إنه سجله قبل مقتله، أقسم فيه بن لادن، بأن "أميركا لن تحلم بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين".

وأعلن توم دونيلون مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي أمس، أن لا دليل يؤكد أن باكستان كانت على علم بمكان اختباء أسامة بن لادن، إلا أنه دعا إسلام أباد إلى التحقيق في الأمر.

وقال توم دونيلون لشبكة "ان بي سي" إن " بن لادن استفاد من بعض شبكات المساعدة في أبوت أباد" حيث قتل زعيم تنظيم القاعدة بيد فريق كوماندوز أميركي في الثاني من مايو الجاري.

وأضاف دونيلون "إننا ننتظر أن يكون التهديد لا يزال قائما. وسنواصل العمل دون ملل واغتنام كل الفرص لمقاتلة القاعدة في حين تحاول هذه المنظمة البقاء على قيد الحياة".

وردا على سؤال لشبكة "سي إن إن"، قال دونيلون إن أيمن الظواهري بات "أول إرهابي مطلوب في العالم".

وأضاف دونيلون أن القاعدة "ستمر بمرحلة انتقالية"، مضيفا أن القضاء على بن لادن وجه "ضربة قوية" لها.

وبشأن كمية الوثائق التي عثر عليها في الفيللا التي قتل فيها بن لادن، اعتبر دونيلون أن حجمها يعادل، بحسب"سي آي أيه"، حجم "مكتبة جامعية".

وتشكل الغارة الجريئة على مقر إقامة بن لادن التي أتت نتاج عمل دؤوب للتوصل إليه، انتصارا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) التي تتعرض لسيل من الانتقادات منذ 11 سبتمبر 2001.

فقد عاشت الوكالة عقدا صعبا إثر عجزها عن منع حدوث الاعتداءات التي زعزعت أميركا وأدت إلى اندلاع "الحرب على الإرهاب".

وواجهت سي آي ايه ضغوطا من إدارة الرئيس السابق جورج بوش التي كانت تطالبها بتقديم أدلة على برامج نووية وكيميائية عراقية لتبرير شن الحرب، وكذلك اتهامات بممارسة التعذيب.

واعتبر مايكل أوهانلون من مؤسسة بروكينجز في واشنطن "أنه نصر كبير". وقال "ذلك يعيد إلى حد ما الأمور إلى نصابها لأن عددا من الأحداث في السنوات الأخيرة لم تكن كثيرا في مصلحة سي آي ايه.

ورأى البرفيسور في جامعة جورج تاون والملم بشؤون الوكالة بروس هوفمان، أن هذه العملية "ستزيل، أقله في أذهان الناس، جميع الشكوك الممكنة بشأن سي آي أيه".

وقال هوفمان، إن "النصر الحقيقي" لا يكمن فقط في تصفية بن لادن، بل أيضا في التوصل إلى "تحديد مكان وجوده وتوفير الخيار لقتله أو إلقاء القبض عليه".

لكن عملية الكوماندوز التي قامت بها الفرقة البحرية تحت قيادة سي آي ايه هي بحد ذاتها مذهلة و"ذلك يظهر الطريق الذي سلكته الولايات المتحدة".

وقال هوفمان إن "الحرب على الإرهاب سمحت بتطوير علاقة عمل دقيقة" بين عملاء الاستخبارات والعسكريين مع ما ينطوي عليه من مجازفة في تشويش الخطوط بين مهمات العسكريين والجواسيس".

وهذا النهج يتوقع أن يستمر مع انتقال مدير سي آي ايه ليون بانيتا في يوليو المقبل إلى رئاسة البنتاجون واستبداله بعسكري هو الجنرال ديفيد باتريوس.