"أهم شيء لا أحد يدري".. بهذه العبارة تستقبل الخاطبة "أم عادل" التي تزاول هذه المهنة منذ 26 عاماً في المنطقة الشرقية للتوفيق بين الراغبين في الزواج سواء من داخل المملكة أو من خارجها، طلبات الرجال الراغبين في زواج "المسيار"، حيث يشترط الكثيرون منهم سرية الأمر، إلى جانب اشتراطهم مواصفات تكاد تكون أغلبها متشابهة في أغلب الاتصالات اليومية التي ترد لأم عادل على 3 خطوط ثابتة وخطي جوال.
وتتلخص المواصفات التي يبحث عنها الرجال في زوجة "المسيار" الجديدة، أن تكون فتاة في سن العشرين، وألا تتجاوز الثلاثين، وأن تكون بيضاء وجميلة وطويلة وذات شعر ناعم.
وأشارت أم عادل، خلال حديثها لـ"الوطن" إلى حرص الرجال على التكتم على الموضوع، مشيرة إلى اشتراط السرية التامة في أغلب تلك الزيجات، وعن آخر زيجة من تلك النوعية شاركت فيها، قالت: كان رجل في الـ37 من عمره، ومتزوج ولديه أبناء، ويعمل في إحدى الشركات في المنطقة الشرقية، جاء إليها طالبا امرأة لزواج المسيار، وكان له ما أراد، حيث تزوج من أرملة عمرها 32عاما، وكان دائماً ما يأتي إليها في أوقات متفاوتة حسب تفاوت أوقات عمله تبعاً لنظام الورديات الذي يعمل به، وقد اختار هذا التوقيت على اعتبار أنه ذاهب لعمله، وذلك حتى لا تشك أسرته أو زوجته الأولى في أمره.
وقالت أم عادل إن من أغرب الاتصالات التي تردها كانت من شاب عمره 20 سنة اتصل بها أكثر من مرة يطلب زواج مسيار دون علم أهله. وتؤكد أم عادل صعوبة الزواج هذه الأيام مقارنة بالسنوات العشر السابقة بسبب التكاليف الباهظة، واشتراط الرجل والمرأة لمواصفات معينة، متأثرين بالفضائيات وما يعرض فيها.
وحذرت أم عادل من الزواج عبر الإنترنت سواء من المواقع الإلكترونية الخاصة بالزواج أو عن طريق تعارف الشباب والبنات عبر "الماسينجر"، مشيرة إلى تواصل عدد كبير من الفتيات معها، لتكون وسيطاً بين أهلهن وبين أهل الشباب الذين تعرفن عليهم عن طريق "الماسينجر"، مضيفة أنه في الغالب لا يتم الاتفاق بين الطرفين لأن طريقة التعارف كانت خطأ كبيراً من البداية حال دون اتمام الزواج.
وتضيف أم عادل أن الرجل السعودي في الغالب يفضل أن يتزوج بمعلمة كي تكفل نفسها وتساعده في مصاريف الحياة اليومية، في حين تفضل الفتيات الارتباط برجل يعمل في إحدى الشركات الكبرى، أو طبيب، كي يوفر لها متطلبات العيش.
وتنتقد أم عادل الأمهات اللاتي يشترطن أمورا كثيرة في عقد الزواج، ومنها على سبيل المثال، مبلغ باهظ للمهر، وسكن فاخر، مما قد يتسبب في وقف الزواج وتقع الفتاة ضحية لطلبات الأم.