ربما من المقبول أن تتعامل أي جهة حكومية بالأوراق، لكن ليس مقبولاً أن تقدم المستشفيات الأوراق على الإنسانية! وربما من المقبول أن ينتظر سكان الأطراف شمالاً وجنوباً قيام المدن الطبية عندهم، لكن ليس مقبولاً ألا يجد هؤلاء أسِرةً لمرضاهم في المدن الطبية العامرة!
فرح "ساحب الشمري" بموافقة مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام على تحديد موعد لاستقبال طفلته المعاقة "جوزاء" لحاجتها لإجراء عملية جراحية في مركز متقدم بناءً على تقرير مستشفى رفحاء. لكنه صعق حين حملها الإسعاف 800 كيلو متر ذهاباً، ولم يجرِ المستشفى لها سوى الاطلاع على التقرير ورفض استقبالها بحجة عدم حاجتها لشيء، ورفض تنويمها لترتاح من عناء السفر. وصعق حين وصل بها مستشفى رفحاء جسدا بلا روح.. جسدٌ يطلب رحمة الأجهزة الطبية بعدما رفضت الإنسانية رحمته، فلزم العناية المركزة وحالته الصحية في تدهور.
فكر "والدها" وقدر.. وعزم على الشكوى، لكنه تذكر أن شكواه لذات الطفلة لم تلق تفاعلاً رغم مرور السنوات، ورغم أن إعاقتها كانت بسبب خطأ طبي في أحد مستشفيات وزارة الصحة!
كيف نقنع أي معاقٍ أن اهتمامنا بالمعاق لا يقف عند تسميتهم "ذوي احتياجات خاصة"، وهو يتألم لقصة جوزاء؟
(تغريدة) أودعكم في غيبوبة بعد أن أعياني المرض وأنهكني السفر في سيارة إسعاف أمضيت فيها يوماً كاملاً على طريقي الشمال والدمام بحثاً عن علاج.
التوقيع: جوزاء الشمري