انتقل مشهد تكدس العمالة الوافدة الراغبة في السفر إلى بلدانها من كوبري الستين بجدة ليستقر في شارع أم القرى بالقرب من قنصلية "الفلبين"، حيث استوطنت العمالة الفلبينية على أرض بالقرب من السفارة وضربت خيامها الصغيرة رغبة في العودة إلى ديارهم.

الصورة قريبة من مشهد التكدس الذي ما زال حاضرا تحت كوبري الستين، حيث تجتمع العمالة الوافدة من الجنسيات كافة تنتظر تأشيرة الخروج بلا عودة، رجال ونساء وأطفال من جنسية واحدة فضلوا الجلوس إلى جانب قنصلية "الفلبين" حتى يحين موعد السفر، غير مبالين بحرارة الشمس، إضافة إلى المركبات التي تمر من أمامهم مشكلة إزعاجا كبيرا.

عند اقترابك من تجمع العمالة تسمع أنين وصراخ الأطفال يستقبلك من بعيد، فالحياة هناك لا تطاق خصوصا للأطفال الرضع، والسيدات حملن قطعا من الكراتين ليستنجدوا بالهواء البارد طردا للحرارة التي حولتهن إلى قطع حمراء.

لم يكن السكان القريبون من مكان تجمع العمالة الفلبينية أحسن حظا، فتجمعهم شكل خوفا على السكان الذين يطالبون بترحيلهم في أقرب وقت ممكن حتى لو تطلب الأمر تدخل الجهات المعنية في السعودية لترحيلهم بعيدا عن السكان.

وقال صالح الشهري: إن تجمعهم يثير الريبة والخوف، حيث استمر وضعهم لأكثر من 5 أيام دون أن يرحلوا إلى ديارهم، فأصبحوا يقضون حوائجهم بالقرب من منازلنا، غير رائحة الأكل التي تشمها من مسافة بعيدة.

وطالب سيف الغامدي بتدخل الجهات الرسمية لترحيل هذه العمالة التي باتت تشكل إزعاجا للسكان القريبين من القنصلية الفلبينية.

من جهته توقف الفلبيني كاسنجر ياي أمام إشارة مرور بالقرب من قنصلية بلاده بجدة حاملا ورقة بيضاء يستنجد بها المارة للعودة إلى دياره وعلى الرغم من أن كاسنجر لا يتحدث العربية بطلاقة إلا أنه وجد أن هذه الطريقة أفضل حل لحمله هو وعائلته إلى "مانيلا".

يقول كاسنجر الذي كان يعمل مضيفا في إحدى الشركات الخاصة: "أريد العودة إلى الفلبين أنا وعائلتي بعد أن استنزفت جميع أموالي التي أحملها، وجئت إلى سفارتي كي تعيدني إلى هناك".

القنصلية الفلبينية رفضت "التعليق" على وضع عمالتها، حيث حاولت "الوطن" الحصول على رد من المسؤول الأول في القنصلية لكن دون جدوى.

وأكد المتحدث الرسمي لجوازات جدة، الرائد محمد الحسين لـ"الوطن" أن تجمع هؤلاء العمالة أمام القنصليات يختص بدوريات أمن السفارات التابع لشرطة جدة.

وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة جدة، العقيد مسفر الجعيد، أن دوريات الشرطة توجهت على الفور إلى موقع تجمع المخالفين، حيث اتخذت الاحتياطات الأمنية اللازمة لإيجاد حلول فورية بالتنسيق مع إدارة الجوازات والترحيل بخصوص تجمع المتجمهرين من العمالة الراغبة في السفر إلى بلادها.

وبيّن أنه لن يتم ترحيل العمالة إلى بلادهم مباشرة، إلا بعد مرورهم عبر قنوات رسمية عدة تشمل أخذ بصماتهم والتأكد من عدم تورطهم في أية قضايا جنائية، ومعرفة أسباب تخلفهم أو التأكد من عدم تورطهم في قضايا هروب من كفلائهم، ويجري ذلك بالتنسيق مع إدارة الجوازات بمحافظة جدة وسفارة بلادهم.