معالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أبارك لمعاليكم المنصب الجديد، وأشكرك نيابة وأصالة عن نفسي التي أمثلها وتمثلني على تصريحاتك الرائعة والبداية الموفقة في عملك، ولعل أول تصريح لك قد لامس الخلل الذي يعاني منه المجتمع، وهو الخلل في كيفية عمل المتعاونين مع جهاز الهيئة، وكما أنكم يا معالي الرئيس قلتم: "الأمر بالمعروف سيكون بـ(معروف) والنهي عن المنكر (بلا منكر)"، وعلى الرغم من وضوح التصريح، إلا أن المتابعين يتساءلون: هل سيتم استحداث نظام واضح، يحدد مهام عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويبين صلاحيات أفرادها، بل ويحدد طبيعة العلاقة بين المواطنين والمواطنات والهيئة، ويعرف المنكر الذي يجب اجتنابه، بحيث يصبح واضحاً للجميع، فيتجنبه الجميع، وتصير مهمة رجال الهيئة يسيرة، عندها تقل الاجتهادات، وتقل معها "الأخطاء الفردية"، ويصبح النظام هو الحكم، فيحاسب المخطئ، سواء أكان مواطنا أم رجل هيئة، وكي لا يتخذ بعض أفراد الهيئة من مقولة "المحتسب لا يحاسب" أساساً للتعامل مع الجمهور، وهم يضمنون عدم العقوبة، ويضمنون أيضا عدم وجود محددات تبين الفرق بين المنكر، وغيره من الأفعال العادية التي قد تكون عفوية وبحسن نية، وخاصة الأمور المتعلقة بملابس الشباب، وبعض مظاهر الفرح التي يمارسونها؟
المهمة شاقة يا شيخ عبداللطيف، لكن سمعتكم الطيبة وثناء الجميع عليكم يدلان على شمعة أمل قادمة. لا أحد يريد تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن بكل تأكيد الجميع يريد تعطيل سوء استخدام السلطة، وتقديم سوء الظن على حسنه.
الجميع يا معالي الرئيس يريدون من أفراد الجهاز أن يقدموا الأمر بالمعروف على سوء الظن والتعدي والاعتداء.
الكل يريد أن يظهر أفراد الهيئة في العلن، دون أن يكون خلف ظن النوايا دوريات سرية، ومتعاونون يضربون ضرباتهم ثم يختفون ويلصقون إساءاتهم بالجهاز الذي نحترمه، ونتفق على أهميته.
أعانكم الله في مهمتكم الجديدة، وأعانكم الله على من سيحاولون إثبات أنهم موجودون مهما كان التغيير، والله أعلم.