أكد تنظيم القاعدة أمس مقتل زعيمه أسامة بن لادن، معتبره شهيدا، وتوعد الولايات المتحدة بالانتقام لمقتله وبالمضي "على طريق الجهاد"، فيما أعلنت واشنطن توخي أقصى درجات اليقظة إثر التهديد بالثأر لبن لادن.
وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جاي كارني: إن دعوة القاعدة للثأر تظهر كذلك اعترافها بموت بن لادن، وهو ما كان أحد العوامل في قرار الرئيس باراك أوباما بعدم نشر صور جثة زعيم التنظيم.
وأضاف للصحفيين المسافرين مع أوباما على متن الطائرة الرئاسية "سنظل في منتهى اليقظة، نحن على دراية كبيرة بإمكان نشاط للقاعدة، ونحن على درجة عالية من اليقظة في هذا الشأن من هذا المنطلق".
وبعد خمسة أيام من إعلان الرئيس أوباما مقتل بن لادن في عملية نفذتها قوات أميركية خاصة في باكستان تعهدت القاعدة بمواصلة "الجهاد"، وقالت: "إن دماء أسامة بن لادن أثقل وأغلى عندنا وعند كل مسلم من أن تذهب سدى". وجاء في البيان، أن دماء بن لادن "ستبقى لعنة تطارد الأميركيين وتلاحقهم خارج وداخل بلادهم. وعما قريب لتنقلبن أفراحهم أحزانا ولتختلطن دماؤهم بدموعهم".
وأكد التنظيم، أنه سيذيع قريبا تسجيلا صوتيا ألقاه بن لادن قبل أسبوع من مقتله.
إلى ذلك عرض إمام المسجد الأحمر في باكستان، مولانا عبدالعزيز، تبني أولاد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قتل على يد وحدة كوماندوز أميركية في باكستان الأحد الماضي. وقال للصحفيين في إسلام أباد أمس: إنه حريص على تجنب وضع الأولاد في دار الأيتام نظرا لعدم توفر البيئة الملائمة لنمو الأولاد في هذه الدار. وقال: إنه ينوي تدريس أولاد بن لادن العلوم القرآنية في المدرسة الفريدية ـ التي تعنى بتعليم الدين الإسلامي مجانا. وردا على سؤال حول مقتل بن لادن، اعتبر مولانا عبدالعزيز أن بن لادن مات شهيدا.
وقال مقاتلون مدججون بالسلاح من حركة طالبان بأفغانستان في شريط فيديو يزعم أنهم على خط مواجهة في جنوب أفغانستان إن مقتل بن لادن سيلهمهم لمواصلة القتال حتى انسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد.
وأظهر شريط الفيديو ستة من مقاتلي الحركة الملثمين إلى جوار بنادق هجومية وقاذفات صاروخية وبنادق آلية وغيرها من الأسلحة.
وفي القاهرة، تظاهر نحو 1000 إسلامي لإدانة مقتل بن لادن. وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس أوباما. جاء ذلك في الوقت الذي انقسم فيه المصريون بشأن أداء صلاة الغائب على بن لادن، ففي الوقت الذي أدى فيه آلاف الإسلاميين صلاة الغائب على روحه، انصرف عدد كبير من المصلين عقب صلاة الجمعة ولم يؤدوا صلاة الغائب.
وشهدت ساحة مسجد "النور" وسط القاهرة احتكاكات بين قوات الأمن، وعدد من السلفيين بسبب إصرارهم على أداء صلاة الغائب على روح بن لادن، حيث اندفع بعضهم في اتجاه المنبر عقب انتهاء صلاة الجمعة مصرين على أداء الصلاة، في حين غادر الدكتور حسن الشافعي، الذي ألقى الخطبة وبصحبته عدد من المسؤولين بوزارة الأوقاف في حراسة الأمن. وألقى الشيخ حافظ سلامة كلمة عن بن لادن، قبل أداء صلاة الغائب وصفه فيها بأنه شهيد الإسلام.
وأقامت جماعة سلفية في مدينة طرابلس شمال لبنان أمس صلاة الغائب على بن لادن عقب صلاة الجمعة في مسجد الخلفاء الراشدين، وشارك فيها نحو مئتا شخص أمّهم الشيخ عمر بكري. وقال قبل الشروع في الصلاة "الرد سيكون قاسيا. وليعلم الجميع أن برجي التجارة كان فيهما أكبر مراكز للمخابرات الأميركية".
وفي هذا السياق تجمع عشرات من الرجال الإندونيسيين أمس للإعلان عن استعدادهم للتضحية بأرواحهم انتقاما لمقتل بن لادن. وقالت الجماعة التي تطلق على نفسها اسم "القاعدة سولو" إنها ستركز هجماتها على الولايات المتحدة.
من جهة أخرى أكد الأستاذ بالكلية الملكية الهولندية، الخبير العسكري، روب فان دايك أمس، أنه كان على علم بمكان اختباء بن لادن منذ منتصف فبراير الماضي، من الأميركيين، خلال مشاركته في مؤتمر عقدته القوات الأميركية بأفغانستان منتصف فبراير الماضي، حول الجهود الأميركية لقوات العمليات الخاصة، ولكنه كتم سر هذه المعلومات. وأضاف "أنه دار الحديث في المؤتمر عن مكان اختفاء بن لادن بأنه في مجمع سكني بباكستان".
وعندما كتب تقريره حول المؤتمر ورحلته لأفغانستان، تعمد ألا يذكر شيئا عن بن لادن. وأوضح أنه شعر بالمسؤولية تجاه هذا الأمر، ولم يصرح لأي إنسان بما يعلمه، فمثل هذه المعلومات تعد مسؤولية كبيرة، وتسريبها سيعني فشل مخطط كبير للقضاء على بن لادن.
وتساءل بدهشة، حول انتظار أميركا شهرين ونصف الشهر لبدء عمليتهم للهجوم على بن لادن في مخبئه.