تهافت السياسيون اللبنانيون على موقع الحدث، وكأنهم كانوا يتمنون حدوثه. من رئيس البلاد إلى الوزراء والنواب، وكل أدلى بدلوه عن هول الكارثة التي حلت بقاطني المبنى الذي انهار.
جميعهم عادوا إلى منازلهم، باستثناء فرق الإنقاذ من دفاع مدني ومؤسسات إنسانية وأهالي الضحايا الذين غدربهم الطقس العاصف وسوء البناء.
لم يلتفت المسؤولون إلى هؤلاء، أين سيبيتون؟ وكيف يمضون الساعات بانتظار الخبرالسيىء عن مفقود تحت الركام؟
استغل البعض ليرمي الحكومة بسهامه، واستغل أنصار الحكومة الحالية الحادث ليرموا من سبقوهم من وزراء بسهام التقصير، فيما الضحايا يئنون تحت أكوام الإسمنت والحديد.
ليست المرة الأولى التي ينهار فيها مبنى في لبنان لسوء الإنشاء، فالحالات تكررت في السنوات السابقة. والسبب هو الجشع. فالمالك، كما المتعهد كلاهما يبغي الربح السريع ولو على حساب أرواح الأبرياء.
وأصحاب المنازل القديمة، كما هي الحال مع المبنى الذي انهار، يخالفون إجراءات السلامة، ويبنون طوابق في غفلة عن أعين التنظيم المدني والبلدية، فيما كان يفترض بهم أن يعملوا على إزالة مثل هذه الأبنية، رحمة بالفقراء الذين يفتشون عن سقف يؤويهم، مع إدراكهم للمخاطر المحدقة بهم.
كارثة منطقة الأشرفية في بيروت، يجب أن تكون درسا للجميع، وأولهم الجهات المختصة بالسلامة العامة، فحياة الأطفال والشيوخ والنساء والشباب ليست رخيصة ليتاجر بها تجار السياسة.