تدفع الرغبة في معرفة أسرار الكون ومشاهدة صورة واقعية لما سيكون عليه الكون في نفس اللحظة المجتمع الطائفي وزوار المحافظة إلى الحرص على دخول أول قبة فلكية على مستوى وزارة التربية والتعليم نصبها مركز الطائف العلمي داخل مقره بحي العزيزية، فمواقع النجوم والكواكب والمجرات، وما في الكون من خلق عجيب يمكن مشاهدته على أرض الواقع عن قرب بدخول هذه القبة التي يشبه النظر من داخلها إلى الكون النظر المباشر إلى السماء في الليل.
ففي أجواء غير اعتيادية يجلس زوار القبة الفلكية بمركز الطائف العلمي في داخل القبة الفلكية المغلقة التي تم تصميمها على شكل نصف دائرة، لتشبه إلى حد كبير الكون في الليل، وخاصة أن الإضاءة الداخلية يمكن التحكم فيها لتحديد مواقع النجوم والكواكب والمجرات، والتعرف عليها والتحكم في تقريب مسافاتها.
وقد لفتت القبة الفلكية أنظار المهتمين بمعرفة أسرار الكون، فبعد أن كانت مخصصة للطلاب، أصبح الكثير من شرائح المجتمع يحرصون على دخول القبة الفلكية، التي تنقل صورة واقعية لما يكون عليه الكون في نفس اللحظة بعد تحديد إحداثيات المكان والزمان.
يقول المشرف العام لمركز الطائف العلمي محمد بن صالح الزهراني إن علم الفلك من العلوم الأساسية التي أغفلت، ولم تعد تدرس، مشيرا إلى أن القبة الفلكية عبارة عن مجلس دائري نصف كروي تحاكي القبة السماوية التي ترى بالعين الطبيعية عند النظر إلى السماء في الليل.
وبين أن "القبة تتميز بإمكانية تحديد الوقت والتاريخ والإحداثيات ومشاهدة الكون بالصورة التي يكون عليها في الواقع، مع إمكانية التحكم في إضاءة الشمس لمشاهدة النجوم والكواكب التي تكون في الكون في فترة النهار، ولا يمكن رؤيتها بسبب ضوء الشمس"، مشيرا إلى أن القبة عبارة عن جزءين، قبة ثابتة في مركز الطائف العلمي، وقبة متحركة عبارة عن بالون يمكن نصبها في أي موقع، وتعرض نفس الصورة سواء في القبة الثابتة أو المتحركة.
وذكر الزهراني أن القبة جلبت خصيصا للطلاب، وتم إعداد خطة لتنفيذ زيارات يومية على مدى أيام الأسبوع لجميع المدارس، ولكن من باب تثقيف الجمهور تمت المشاركة بالقبة في مهرجانات عامة، مثل ملتقى الإعجاز العلمي، ومهرجانات نسائية، لإتاحة الفرصة للجميع لمشاهدة الكون من خلال هذه القبة، مشيرا إلى أن أكثر من خمسة آلاف زائر دخلوا القبة، وشاهدوا العرض الكوني منذ جلبها قبل أربع سنوات.
وقال المشرف على القبة فهد الثمالي، إن القبة تعد أول قبة فلكية على مستوى وزارة التربية والتعليم، وهي تتكون من جهاز حاسب آلي، وبرجكتر، وعدسة تعتبر من أهم المكونات حيث يتجاوز سعرها 50 ألف ريال، مشيرا إلى أنه تم بناء القبة على شكل نصف دائرة.
وعن كيفية عرض الكون داخل القبة أشار إلى أن العرض يتم من خلال برنامج يحاكي ما هو في الواقع، ويتعامل بالتاريخ والأحداث التي من المفترض أن يكون عليها الكون في نفس اللحظة، مضيفا أن القبة تم تأمينها من شركة أميركية، وبلغت تكاليفها 100 ألف ريال تقريبا، ومساحتها الحالية تتسع لـ20 مقعداً، مع إمكانية زيادة المساحة، ومدة العرض تحدد حسب مادة العرض ومستوى الطالب.
وأشار الثمالي إلى أن ما يشد الطلاب في القبة الفلكية أسرار الكون وأحداثه، ومشاهدة الكواكب، والنجوم، والمجرات عن قرب، والتحكم في الصورة والوقت، مشيرا إلى أن علم الفلك المعتمد عالميا كمادة من الأساسيات لا يدرس في المملكة، وحرصا على تنمية الثقافة العلمية والفلكية يدعو المركز الطلاب لزيارة القبة بالتنسيق مع المدارس.
من جهته قال مدير عام التربية والتعليم في محافظة الطائف محمد بن سعيد أبو راس إن القبة الفلكية من الأنشطة العلمية التي يقدمها مركز الطائف العلمي للطلاب والمجتمع على حد سواء، وإن المركز يحرص كل الحرص على الشراكة المجتمعية مع كافة الشرائح عن طريق برامج علمية تثري المجتمع، مشيرا إلى أن القبة الفلكية باتت معلما علميا حضاريا تحرص الإدارة على أن يطلع عليه كل زائر لمحافظة الطائف، للتعرف على ما تقدمه وزارة التربية والتعليم من دعم للبرامج العلمية لإفادة طلابها، وإفادة المجتمع.