أكثر ما يؤخر تطور كرة القدم السعودية، ويزيدها تأزماً هو وجود هذه اللجان التي يبدو أنها لا تعيش بيننا، وليس لها علاقة بكل ما يحدث من أخطاء وتجاوزات.

ولذلك فأنا أشعر أن لجنة الانضباط، واللجنة الفنية التي تم دمجها مع المسابقات، ولجنة الاستئناف، كل هذه اللجان الثلاث بحاجة إلى تغيير، لأنها لم تقنع الشارع الرياضي حتى الآن.

عودوا إلى كل قرارات لجنة الانضباط ـ الأكثر ظهوراً في الساحة الرياضية ـ، وسترون أنها لم تساعد على "ضبط" الأمور، بل ساهمت بهذه القرارات باستمرار التجاوزات، ووضعت نفسها في مواجهة لن تنتهي مع الأندية ورؤسائها وإدارييها، وجماهيرها.

أكثر وأكبر ما يمكن أن تفعله لجنة الانضباط هو التوجه فوراً إلى بند لائحة الجزاءات المالية، لدرجة أنني بت أشعر أنها لا تعرف من البنود إلاّ هذا البند، بهدف الخروج من المأزق.

وعلى الرغم من اختلاف الحالات، إلاّ أن التعامل معها لا يتطلب جهداً كبيراً، فقراراتها أصبحت محفوظة ـ مهما كانت المخالفة ـ كبرت أو صغرت، ما أفقدها ثقة الشارع الرياضي، وفقد أي أمل في إصلاح حالها.

وفي حال استمرت لجنة الانضباط على وضعها الحالي، وتعاملت مع الأحداث بهذا الطريقة، فإن الجولات المقبلة من الدوري لن تكون "زينة"، وستضع اتحاد الكرة في موقف صعب، ما لم يتنبه "الاتحاد" إلى خطورة المرحلة المقبلة.

وما بين "الاتهام، والإساءة" وهي استنتاجات تحسد عليها لجنة الانضباط، وكانت نتيجة جهد وعمل كلفا اللجنة كثيراً من الوقت والبحث، لتتوصل في النهاية إلى هذا التحليل المبني على خبرة "الخبراء" في لجنة الانضباط.

ولعلّ الغريب في الحالتين، أن العقوبة واحدة، وهي الاكتفاء بـ"إنذار"، أو "لفت نظر"، وهذا ما يعني أن زيدا أخو عبيد، وهذا ما يجعلني أطرح تساؤلاً كبيراً "هل لوائح العقوبات في لجنة الانضباط واحدة، وليس هناك اختلاف في كل بنودها من الأول إلى العاشر"؟.

من الآخر:

• عودة اللاعب السويدي وليهامسون للهلال بعد غياب "نصف موسم" تكشف وجود حالة تردد في القرار الهلالي.

• تؤكد عدم رغبة المدافع أسامة هوساوي مواصلة مشواره مع الهلال، ورسالة زميله أحمد الفريدي الأخيرة، أن في الهلال "حاجة غلط".

• نجاح عبده عطيف مع فريقه الجديد الاتحاد يتطلب منه أن يكون لائقاً طبياً ولياقياً، وفي حال تجاوز هذين العاملين، فإنه يعد صفقة ناجحة للعميد.

• عندما عبر جمهور الأهلي عن احتجاجه على التحكيم وممارسات بعض اللجان في اتحاد الكرة برفع المناديل السوداء، طالبوا بإنزال أقصى العقوبات بالنادي وجماهيره.

• اليوم فقط اكتشفوا أن جمهور الأهلي كان يقدم صورة حضارية لكيفية الاحتجاج، فراحوا يطالبون باستنساخ ما فعله جمهور الراقي، وما أكثر ما يستنسخون من الأهلي.