عندما تفكر بالخلود للنوم كل ليلة ينتابك قلق حول ما ستقابله صباح الغد في شوارع مدينة الرياض، وتتمنى لو أنك تملك طائرة مروحية تقلك إلى عملك بكل يسر وسهولة، وتزيل عنك هموم الطريق. لقد أصبح الزحام هماً يؤرق الجميع، وأصبحت الحلول صعبة المنال، فهناك من ينادي بالنقل العام، وآخرون يطالبون الاقتداء بدول أخرى قابلتها ذات المشكلة، وفي المقابل تجد المعارضين لتلك الأفكار، والذين يحللون وجهات النظر تلك ويظهرونها في النهاية عديمة الجدوى. إن موضوع الزحام أصبح يضاهي ظواهر العنوسة وغلاء المهور، وأصبح يحظى بمكانة تفوق ظاهرة غلاء المعيشة. ولو أردنا أن نعرف أين الخلل ببساطة، وما هي المشكلة لوجدناها كالتالي: هناك عدد كبير من الأفراد يسلكون الطريق في وقت واحد، إذن لماذا لا نحاول أن نجعلهم يسلكون هذه الطرق في أوقات متفرقة؟ قد يكون ما سأطرحه حلاً مؤقتاً، ولكنه أفضل من لا شيء.. أقترح أن يتم تغيير وقت الدوام لموظفي القطاع الخاص في مدينة الرياض ليصبح مماثلاً لفترة الدوام في البنوك مثلاً، من الساعة التاسعة والنصف إلى الخامسة والنصف، وبذلك خففنا من حدة الزحام في الفترة الصباحية وفترة ما بعد الظهر، علاوة على أن الدوام في القطاع الخاص صار يتطلب رحلتين يومياً بدل أربع رحلات سابقاً، وهناك فوائد أخرى حيث إن ذلك قد يجذب الشاب السعودي للعمل في القطاع الخاص بحكم تغير فترة الدوام. كما أنه يمكن تغيير فترة الدوام لطلاب الجامعات ليكون في التاسعة صباحاً أو العاشرة مثلاً. إن التفكير في حلول طويلة المدى أو صعبة التنفيذ قد يخلق مشاكل جديدة، وقد يفاقم من حجم المشكلة، ولكن قد تجد الحل بسهولة بل إن الحل أحياناً يولد أفكاراً جديدة، ويكون السبب في حل مشاكل أخرى.