أليس "أهل مكة أدرى بشعابها؟"، وألسنا نردد "الأقربون أولى بالمعروف"؟
إذن.. لماذا يتعامى بعضنا عن واقع "وطنه" ويهرب آلاف الكيلو مترات ليرصد واقعاً بعيداً، بينما الأنظار تتجه نحو وطنه؟
ربما البعض من السوريين يعجز عن انتقاد تصرفات الحكومة خوفاً من عواقبها على أقاربه في سورية.. لكن لا أحد يعجز عن "الصمت" والإنكار في القلب وهو "أضعف الإيمان"..!
هربت الإعلامية "زينة يازجي" من قناة "العربية"، لأنها استبسلت في تغطية الثورة السورية، ولأن "العربية" لم تقف مع النظام السوري ضد شعبها، فقدمت "زينة" استقالتها في الوقت الذي كان فيه زوجها الفنان "عابد فهد" هو وعصبة من الفنانين السوريين يقدمون في مجلس الرئيس السوري مشهداً تمثيلياً..!
ولا عيب في أن تصمت "زينة" عن الجرائم التي تُرتكب في سورية، وتصمت عن جثث القتلى في شوارع إدلب، وتكتم عبرتها وهي ترى جنائز الرُضَّع تسير إلى مقابر درعا؛ لكيلا يراها الرئيس فيغضب.. لكن العيب أن تدعي أنها سترصد واقع "الشارع العربي" في برنامج جديد على قناة "دبي"، بينما هي تتحدث عن تونس في الحلقة الأولى وعن المغرب في الثانية وعن مصر في الثالثة.. خلافاً للواقع الذي يقول إن كل تلك العواصم يتقطع قلبها على دمشق!
تونس لم تعد الخبر الأبرز في نشرات الأخبار، ولم تعد محط اهتمام الناس بعدما أصبحت ديموقراطيةً واحتفلت بذكرى انتصار الثورة على الاستبداد.