ينشط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولة لإقناع دول العالم، وتحديدا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل وهو ما سيكون في صلب محادثاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض يوم 20 الجاري، ولاحقا في الخطاب الذي سيوجهه من خلال الكونجرس.

غير أن أصواتا في إسرائيل بدأت تدعو للاعتراف بالدولة الفلسطينية ومن بينها رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية والقيادي في حزب "كاديما" شاؤول موفاز الذي اعتبر أن "الاتفاق الذي وقع بين حماس وفتح بشرى إيجابية"، مقترحا أن "تبكر إسرائيل وتعترف بدولة فلسطينية". وقال في خطة سيعرضها على الجمهور الإسرائيلي" "أضعنا سنتين باهظتي الثمن، إن الزمن لا يعمل في صالحنا..إسرائيل لا يمكنها بعد اليوم أن تبقى جامدة بلا حراك، لا يمكنها بعد اليوم أن تنتظر شريكا فلسطينيا أكثر راحة أو إشارة من السماء. الشلل يعرض للخطر مستقبل دولة إسرائيل".

ومع ذلك، قالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو الذي يتواجد في فرنسا بعد زيارة إلى بريطانيا "يعتقد بأن الفلسطينيين كفيلون بالتراجع عن خطوة الاعتراف أحادية الجانب بدولة فلسطينية مع حلول سبتمبر في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، إذا ما نجح في إقناع عدد من الدول الرائدة، ولا سيما في أوروبا، لسحب تأييدها الجارف لهذه الخطوة".

ونوهت إلى أن نتنياهو بات يستخدم اتفاق المصالحة الفلسطينية ضد خطوة الاعتراف بالدولة. وقالت نقلا عن نتنياهو في أحاديث مغلقة مع مستشاريه "إن اتفاق المصالحة مع حماس يؤثر على تفكير زعماء آخرين. وهو يكشف النية الحقيقية للفلسطينيين الذين يحاولون من خلال الإملاء وليس من خلال المفاوضات الوصول إلى دولة فلسطينية". وأضاف نتنياهو "كيف يمكن لأحد ما أن يتوقع من إسرائيل أن تقدم تنازلات لحكومة فلسطينية نصفها يتشكل من منظمة تعتبر هيئة إرهابية لم تهجر تطلعها لإبادة إسرائيل؟".

واستكمالا للمصالحة، كشف مسؤولون في فتح وحماس لـ"الوطن" تفاصيل الخطوات المرتقبة، مشيرين إلى أنه ستتم بلورة هذه الخطوات في اجتماع من المتوقع عقده في القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.

وسيكون على جدول أعمال الاجتماع ، المرجح أن يترأسه عزام الأحمد ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وموسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، 3 قضايا رئيسية وهي تشكيل حكومة الكفاءات المستقلة، والاتفاق على موعد لاجتماع الإطار القيادي المؤقت، والاتفاق على تنفيذ خطوات سريعة لتعزيز اتفاق المصالحة وفي مقدمتها الإفراج عن المعتقلين في الضفة وغزة.

واشاروا إلى أنه فيما يتعلق بتشكيل حكومة الكفاءات فإنه من المقرر أن تتقدم (فتح) بأسماء مجموعة من الشخصيات المستقلة لتولي مناصب وزارية على أن توافق عليها(حماس) التي ستتقدم بدوره بقائمة أسماء شخصيات مستقلة توافق عليها(فتح) ليجري التوافق على أسماء 20-24 شخصية تتولى حقائب وزارية في الحكومة الجديدة بما في ذلك الاتفاق على اسم رئيس الوزراء.

أما فيما يخص الخطوات السريعة لتعزيز المصالحة فإن أولى هذه الخطوات هي الإفراج عن المعتقلين في كل من الضفة الغربية وغزة وبموجب ذلك ستتقدم (حماس) بقائمة بأسماء معتقليها في سجون الضفة الغربية على أن تتقدم (فتح) بقائمة بأسماء معتقليها في سجون قطاع غزة ليجري العمل على الإفراج عن هؤلاء المعتقلين.