خمسة أيام كاملة منها يومان في البحر، من مدينة برشلونة بإسبانيا إلى مدينة سانت بيترسبرغ في جمورية روسيا الاتحادية، استغرقتها رحلة نقل 320 قطعة أثرية من الروائع، إلى مدينة سانت بيترسبرغ الروسية التي تستضيف معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور يوم 16 من مايو الجاري.

لم تكن رحلة نقل القطع سهلة، حيث مرت الناقلات التي تحمل القطع الأثرية بأربع دول هي فرنسا وألمانيا وفنلندا وأستونيا، قبل أن تصل إلى مدينة سانت بيترسبرغ في روسيا، مما استلزم اتخاذ إجراءات عديدة لتأمين وصولها. وأوضح بيان الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي صدر أمس، أن متحف الإرميتاج في روسيا يعد المحطة الثالثة لمعرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور"، والذي استضافه متحف اللوفر في باريس في محطته الأولى الصيف الماضي، ثم انتقل إلى إسبانيا حيث استضافته مؤسسة لاكاشيا نهاية العام. وعقب ختام معرض روائع آثار المملكة في مؤسسة "لاكاشيا" في مدينة برشلونة الإسبانية، تم تكليف فريق عمل من الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومن كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، وذلك لمتابعة تغليف ونقل القطع من برشلونة ومرافقتها إلى متحف الإرميتاج في مدينة سانت بيترسبرغ في جمهورية روسيا. وأوضح البيان قيام الفريق بتقسيم العمل إلى مرحلتين، المرحلة الأولى تضمنت مغادرة فريق العمل إلى مدينة برشلونة لاستلام القطع من الجانب الإسباني بعد انتهاء المعرض المقام هناك، والذي استمر قرابة ثلاثة أشهر. وبعد استلام القطع تم تغليفها بالمشاركة مع شركة "شنو" الفرنسية، وتخزينها في مستودع آمن تابع لشركة "تي تي آي " الإسبانية، ولمدة عشرة أيام حتى اكتمال الإجراءات الإدارية للجانب الروسي، وجرى وضع خطة نقلها إلى مدينة سانت بيترسبرغ. وبدأت المرحلة الثانية بصدور التأمين الخاص بالقطع الأثرية والتخليص الجمركي والإجراءات الإدارية، وجرى وضع خطة نقل القطع براً من مدينة برشلونة إلى سانت بيترسبرغ، والتأكد من جاهزية الناقلات ودرجة الحرارة بداخلها، لطول مسافة الرحلة، وتغير الظروف المناخية خلالها. وبدأت رحلة نقل القطع الأثرية من مدينة برشلونة إلى سانت بيترسبرغ ، حيث مرت الناقلات التي تحمل القطع بمدينة ليون الفرنسية، ثم مدينة فرانكفورت وهامبورغ الألمانيتين، وواصلت الناقلات سيرها حتى وصلت إلى مدينة "روستوك" الساحلية شمال ألمانيا "بحر البلطيق"، حيث توقفت هناك للإبحار على سفينة إلى مدينة "هلسنكي" الفنلندية، مروراً بدولة أستونيا، إذ استغرقت رحلة نقل القطع في البحر يومين متتاليين، ثم تواصلت براً عبر الحدود الفنلندية إلى الحدود الروسية، وصولاً إلى مدينة سانت بيترسبرغ ، بعد خمسة أيام كاملة منها يومان في البحر.

أما المرحلة الثالثة فبدأت بوصول الشحنة إلى جمرك مدينة سانت بيترسبرغ، حيث توجه فريق العمل في اليوم الثاني إلى متحف الإرميتاج أحد أكبر المتاحف في العالم لاستقبال القطع الأثرية وبدء جردها من قبل موظفي الجمارك داخل مستودعات الإرميتاج، واستغرق ذلك يومين. وفي اليوم الثالث تم وضع خطة عمل لاستلام القطع وتسليمها رسمياً للجانب الروسي، وذلك بفرز جميع القطع حسب مادة الصنع، لتتم معاينتها من قبل مرممي متحف الإرميتاج، وذلك للتأكد من سلامتها، ووصف حالة القطع، وتصويرها والتوقيع على استلامها بشكل رسمي.