قتل خمسة أشخاص على الأقل بقصف نفذته القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي على ميناء مدينة مصراتة أمس. وقال المتحدث باسم الثوار جلال القلال من بنغازي "نستطيع التأكيد أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا"، مشيرا إلى أن الثوار يحاولون حصر ضحايا المعارك التي وقعت في مصراتة خلال الساعات الـ72 الماضية. كما أطلق الجيش الليبي وابلا من الصواريخ على بلدة الزنتان التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة الجبل الغربي مواصلا حملته التي خلقت أزمة إنسانية في الوقت الذي قالت فيه الأمم المتحدة إن الحرب الأهلية في ليبيا أجبرت الآلاف على الفرار إما برا أو بحرا. وقال متحدث باسم الثوار إن قوات القذافي قصفت الزنتان بأكثر من 40 صاروخا من طراز جراد في وقت متأخر من مساء أول من أمس.
واقترح النظام الليبي على ثوار مصراتة تمديد مهلته التي حددها لإلقاء السلاح بعد أكثر من ستة أسابيع على بداية التدخل الدولي في ليبيا. ويتفاقم النقص في المواد الأساسية في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة والتي تحاصرها قوات القذافي وظل ميناؤها معطلا لعدة أيام. وتمكنت سفينة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة من الرسو في المرفأ لتفريغ مساعدات إنسانية بعد تلقي الضوء الأخضر من الحلف الأطلسي وسلطات المرفأ. وكانت السفينة تنتظر منذ السبت الماضي في عرض البحر بسبب الخشية من وجود لغم بحري.
واعتبر وكيل وزارة الخارجية الليبي خالد الكعيم أن "هناك إشارات إيجابية بين صفوف المواطنين في مصراتة" متحدثا عن "400 شخص" ألقوا السلاح. كما أوضح أن القذافي الذي نجا الأحد من غارة جوية قتل فيها ابنه وثلاثة من أحفاده، "بخير" وأنه التقى "عدة مسؤولين قبليين". ومن جهته ذكر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أن هدف التدخل العسكري الدولي في ليبيا "ليس قتل القذافي" بل "قصف أهداف عسكرية" لطرابلس ووقف غارات الحلف الأطلسي في أقرب وقت، معتبرا مقتل ابن القذافي من "الأضرار الجانبية". وأعرب عن "الأمل في ألا يدوم ذلك أكثر من بضعة أسابيع وبضعة أشهر على أقصى تقدير لكن من السابق لأوانه التحدث عن مأزق".
وفي الإطار نفسه أعلنت روما أنها "تحاول وضع حد" للعمليات العسكرية في ليبيا. وقال وزير الخارجية فرانكو فراتيني إن إيطاليا "ستبحث مع المنظمات الدولية مثل حلف شمال الأطلسي وحلفائنا في تحديد نهاية" العمليات.
إلى ذلك ذكرت صحيفة "ال سولي 24 اوري" الإيطالية الاقتصادية أمس أن إيطاليا والولايات المتحدة قد تنشئان صندوقا لتمويل المعارضة في ليبيا بعد أن طلب الثوار ملياري أو ثلاثة مليارات دولار. وقالت إن إيطاليا وضعت خطة "ستكون تحت إشراف ومراقبة أميركا لكن إدارتها ستعهد إلى مسؤولين في النظام المصرفي الإيطالي" من دون كشف مصادرها. وأوضحت أنه ستودع في الصندوق "أرصدة مجمدة لنظام القذافي وفقا لقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي". وستحول إيرادات هذه الودائع التي ستشمل الإيرادات النفطية من شرق ليبيا، إلى الثوار.
وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن النزوح من منطقة الجبل الغربي استؤنف حيث تفر عائلات ليبية إلى جنوب تونس. وقال المتحدث باسم المفوضية ادريان ادواردز "في مطلع الأسبوع وصل أكثر من 8000 شخص إلى الذهيبة في جنوب تونس. معظمهم من النساء والأطفال." وفر عشرات الآلاف بالفعل.