بعد زوبعة شهادات الدكتوراه "المضروبة" التي يحملها المئات وقد يكون الآلاف خصوصا في مجال التعليم، التي هددت وتوعدت وزارة التربية والتعليم حامليها ـ بالتعاميم الورقية فقط، وحذرتهم من مهر تواقيعهم بها خصوصا على المخاطبات الرسمية، نجد أن الفضاء التلفزيوني أصبح ملجأ مهما لهؤلاء "الدكاتره" لكي يستعرضوا بـ "الدال" المصنوعة في أحد دكاكين الشهادات "الدولارية"، وخصوصا في مجال التحليل الرياضي، لأنه أسلم طريقة للخروج من "ورطة" الحديث في التخصص الأكاديمي الذي تحمله تلك الشهادة البراقة، وهذا يذكرني بأحد أساتذة معهد علمي ما، حصل مديره على شهادة ماجستير من إحدى جامعات المملكة، فحاول تقليده فلم يفلح، فذهب لأقرب "دكان شهادات" في منطقته وحصل عليها في شهر، وجاء إلى أحد مقرات "الوطن" لينشر خبر حصوله على "الشهادة الكبيرة"، فلما سألته عن التخصص تلعثم وقال: "التخصص دراسات عامة"، فلم أفهم فسألته عن الجامعة التي تخرج فيها، فزاد تلعثما ورد "لا داعي لذكر الجامعة.. ليس لها أهمية في الخبر"!. وكما قال صاحبنا هذا "لا يهم"، فلنعد إلى جهابذة التحليل الرياضي المتخصصون في كل شيء عدا مضمون الشهادات العلمية التي منحتهم لقب "دكتور مع مرتبة الشرف". وفي الحقيقة أن المسؤول الأول عن هؤلاء هو الإعلام الذي صنع منهم "نجوما من ورق"، فمن المعروف في معظم دول العالم أن الشخص لا ينادى بلقب "دكتور" إلا في حالة كان يتحدث في تخصصه العلمي "الحقيقي وليس المزور" أو داخل الإطار الأكاديمي في الجامعة أو المؤسسة العلمية، لكن في إعلامنا الفضائي والورقي والإلكتروني (كلهم في الهوا سوا) فإن هذه "الدال" تجد الباب مفتوحا لها ولحاملها حتى وإن كان سكها في أقرب محل بيع مواد قرطاسية، بل إن المضحك أن كثيرا منهم يصر على مخرج البرنامج على كتابة: "د. فلان الفلاني.. المحلل الرياضي المعروف" ولا تجده ينفعل ويجيب بسرعة إلا إذا ناداه المذيع بـ" دكتور ..اش رأيك في سلوك اللاعب؟". المهم، أنني أتحدى هنا أن يكون أي شخص من "دكاترة" التحليل الفضائي متخصصا في مجال الرياضة لا من قريب ولا من بعيد.. ولكن من يصنع هذه النماذج؟.

للتواصل أرسل SMS إلى: 815139 جوال 615665 موبايلي – 716262 زين بها رقم 152 ثم مسافة ثم رسالتك