كشفت دراسة مغربية أن عدد الأطفال الذين يتم إنجابهم خارج مؤسسة الزواج بلغ 45 ألف طفل السنة الماضية، بمعدل 6 أطفال كل ساعة، مما يبرر التحذيرات التي أطلقها الباحثون وجمعيات حقوقية حول استفحال ظاهرة الأمهات العازبات. وأكدت نفس الدراسة أن عدد الأمهات العازبات بالمغرب يشهد تزايدا كبيرا سنة بعد أخرى، ففي سنة 2009 وصل عددهن إلى 27 ألف أم عازبة، فيما كان عددهن سنة 2007 نحو 25 ألف فتاة.

وحسب الدراسة التي أعدتها جمعية "إنصاف" المهتمة بمساندة المرأة والطفل في وضعية صعبة، فإن الأمهات العازبات في المغرب ينجبن يوميا 135 طفلا خارج مؤسسة الزواج، ويتم التخلص من 24 منهم مباشرة بعد الولادة. وكشفت الدراسة أن 35% من الأمهات العازبات، اللواتي يوجدن خارج إطار الجمعيات، قد عاودن تكرار نفس الخطأ، حيث إن 14 % منهن قد أنجبن للمرة الثانية دون زواج و10 % منهن أنجبن للمرة الثالثة و11% منهن عاودن الخطأ أكثر من أربع مرات.

وأرجعت أخصائية علم النفس التي أشرفت على إنجاز الدراسة نادية الشرقاوي ارتفاع عدد الأمهات العازبات وعدد اللقطاء إلى عدة عوامل متداخلة، أهمها الفقر والأمية، وغياب الثقافة الجنسية في البيت والمدرسة والقيود التي يفرضها المجتمع المغربي على الزواج.

وأوضحت أن هناك مجموعة من الاختلالات التي تحرم الأم العازبة وطفلها من حقوقهما، أولها عدم ملاحقة "الأب البيولوجي" في حال تهربه من تحمل المسؤولية. ودعت الشرقاوي إلى ضرورة سن قوانين جديدة تمكن الأم العازبة وطفلها من التمتع بكافة حقوقهما، وحذف قوانين أخرى مجحفة بحقهما.

وخلصت الدراسة التي استغرق إنجازها 6 أشهر إلى أن غالبية الأمهات العازبات هن من العاملات وخادمات البيوت، وأن 61 % منهن تقل أعمارهن عن 26 سنة، بينما 32% منهن لا تتجاوز أعمارهن العشرين سنة.