بحصيلة قدرها 75 صحفيا سفكت دماؤهم في مناطق متعددة من العالم في عام واحد، يحتفل العالم اليوم (3 مايو) باليوم العالمي لحرية الصحافة، وبتفاعل كبير قبل يومين من منظمات دولية لإدانة مجرمين تورطوا في قتل صحفية روسية متدربة في يناير 2009 هي أناستاسيا بابوروفا. صورة بابوروفا توسطت موقع "مراسلون بلا حدود" على الإنترنت ووضع الموقع باقة من الورد بجانب صورتها تعبيرا عن فرحته بنصر جديد لحرية الصحفيين بعد إدانة الجانيين.

إلا أن أزمة الصحفيين في كل مكان ما تزال قائمة وأنهم معرضون على الدوام للقتل والتعذيب والاعتقال، فعلى مدار عام 2010 وحتى مايو 2011 قتل 75 صحفيا، بينما بلغ عدد الصحفيين المعتقلين 296، فيما تم اعتقال 239 مدونا إلكترونيا، وذلك وفقا لآخر إحصائية نشرتها منظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية.

وعلى الرغم من احتفال "صاحبة الجلالة" بيومها العالمي لحرية الصحافة، إلا أن ذلك لم يشفع لصحفييها "بالاحتفال به بشكل هادىء"، كما يحدث مع الأيام العالمية الأخرى، وأضحى الصحفي "الحلقة الأضعف سواء في زمن السلم والحرب" رغم كل المطالب الدولية التي تقضي بحمايته، وفقاً لتصريح أدلى به مدير مركز حماية وحرية الصحفيين من الأردن نضال منصور إلى "الوطن". وأضاف "أن القتل والتهديد والاختطاف هو العنوان الأبرز لهذا العام".

وطالب منصور بتفعيل مواثيق حماية الصحفيين العربية والأوروبية، وإقرارها ضمن مواثيق مجلس الأمن الدولي، بغرض تفعيل الملاحقة القانونية". طلب أبو منصور جاء متزامناً مع الدعوات التي رفعتها عدة منظمات تتصل "بحقوق الصحفيين"، من عدم الملاحقة القانونية الفعالة لمرتكبي الجرائم تجاه الصحفيين الذين اغتيلوا في أعوام سابقة مضت.

في حين أجرت "الوطن" اتصالات عدة على عدد من زملاء المهنة الصحفيين السعوديين، للاستفسار عن هذا اليوم ضمن أجندتهم السنوية، "لتأتي الإجابة" لتدل على غياب معرفي كبير بهذا اليوم. إذ قال أحدهم "لم يخبرنا أحد عن هذا اليوم، وتكليفات العمل اليومي تبعدنا عن المتابعة الثقافية المهنية المتعلقة بالصحفيين".

وجاء اختيار شعار اليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام "وسائل الإعلام للقرن الحادي والعشرين وآفاق جديدة"، معبرا عن الطفرة المتسارعة التي شهدتها وسائل الاتصال الحديثة وظهور أنواع جديدة من الصحافة فرضت نفسها بقوة على الساحة من خلال المنتديات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وأوجدت مساحات واسعة للتفاعل وتبادل الآراء ونشر الوعي في المجتمعات.