تصاعدت وتيرة ضغوط المعلمين والمعلمات على صانعي القرار في لقاء قادة العمل التربوي الذي انطلقت فعالياته أمس بفندق قصر أبها. وأكد متحدثون ومتحدثات يمثلون شريحة المعلمين والمعلمات خلال اللقاء أن غياب تفعيل نظام الرتب وكثرة نصاب الحصص والأعباء الإدارية وزيادة الطلاب في الفصول وضعف البيئة التربوية وتضييق فرص الابتعاث تحد من عطاء المعلمين ودافعيتهم للعمل، وسط تفهم إلى حد ما من قبل مسؤولي الوزارة لتلك المطالب. ولفت المتحدثون إلى أنه يجب حماية المعلمين من اعتداءات بعض الطلاب التي وصلت إلى إطلاق النار، وتوفير فرص مناسبة للراغبين في إكمال دراساتهم العليا حتى لا يلجؤوا إلى جامعات وشهادات غير معتمدة.

وكان نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر شهد أمس انطلاق لقاء العمل التربوي العشرين الذي يعقد تحت محورين هما: المعلم والبيئة المدرسية. وتضمن برنامج الافتتاح كلمة لمدير عام التربية والتعليم في منطقة عسير جلوي آل كركمان، أكد خلالها أهمية التعليم وما توليه القيادة من اهتمام بهذا الجانب الذي يعد العنصر الأبرز في عملية التنمية فيما يقاس تقدم الأمم بمنجزاتها العلمية، وهو في نفس الوقت يضع على عواتقنا مسؤولية جسيمة لتحويل رؤى القيادة الحكيمة ودعمها اللامتناهي إلى واقع ملموس من خلال مخرجات تربوية متميزة. عقب ذلك، ألقت الطالبة سارة حسن حمدان من ابتدائية تحفيظ القرآن الكريم كلمة وجهتها للمعلمين والمعلمات في الميدان التربوي، مؤكدة أن الطلاب ورود عطشى لمعلميهم ينظرون إليهم كل يوم وينتظرون غيثهم، ليرووا ظمأ أبنائهم الطلاب للاكتشاف والمعرفة، مطالبة المعلمين بالنظر إليهم نظرة حانية ومحاولة اكتشاف المبدعين والمفكرين. كما دعت الوزارة إلى توفير بيئة تربوية مناسبة. فيما أكد الطالب محمد حسن العمري أن الطالب يريد بيئة تعليمية مُريحة ومجهزة بوسائل التعليم والترفيه لضمان جودة المخرجات.

عقب ذلك، ألقى نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر كلمة قال فيها: إنَّنَا من مواقعِنَا المخُتَلفةِ، كمسؤولين عن خمسةِ ملايين طالبٍ وطالبةٍ ونصفِ مليونِ معلمٍ ومعلمةٍ، مؤتمنون على الارتقاء بهم معرفيًا وعلميًا ومهنيًا، واستشعارًا بحجم هذه المسؤولية والأمانة الملقاة على عواتقنا، نتواصلُ هذه الأيامِ في هذا اللقاءِ السنويّ لقادةِ العملِ التربويِّ من خلالِ هذا الحضورِ الكبيِر والمشاركةِ الفاعلةِ منكم، تتوّجُها الأجواءُ العلميةُ التي يسودُ فيها النقاشُ المفتوحُ والتباحثُ والتدارسُ حولَ مختلفِ القضايَا التربويةِ، فضلاً عن تبادُلِ التجاربِ العمليةِ الناجحةِ جنبًا إلى جنبٍ مع التحليلِ العلميِّ للدراساتِ التربويةِ التي تُقَدَّمُ واستعراضِ نتائِجِهَا وبحث إمكانية تطبيقهَا في الحقل التربوي.

وأشار إلى أنه جاءَ هذا اللقاءُ حَامِلاً معَهَ خُلاصاتِ أحدثِ البحوثِ ودراساتِ البيئةِ المدرسيةِ وجهودِ العَملِ الدؤوبِ حولَ مدرسةِ المستقبلِ التي تُعبِّر عن رؤيةٍ متكاملةٍ لواقعِنَا التَعليمي وما وصلَ إليه العالمُ من ممارساتٍ وأساليب مُقَننةٍ، مُتَطورةٍ؛ وذلك للشروعِ في تَحقيقِ النموِّ المطَّرِد في مستوىَ مدارسِنَا ومنسوبيها وتمكينهمَا من الانسجامِ والنقلاتِ النوعيةِ المقبِلَةِ.

من جهتها، أكدت نائبة الوزير لتعليم البنات نورة الفايز في كلمة لها خلال اللقاء أن لقاء القادة السنوي يسهم في تجويد العمل ورفع كفاءة المخرجات وإشراك الميدان التربوي في صنع القرار.

تلا ذلك، بدء فعاليات الجلسة الأولى برئاسة وكيل وزارة التربية والتعليم للبنين الدكتور عبدالرحمن البراك وعنوانها "ماذا يريد المعلمون من قادة العمل التربوي؟" حيث أكد ممثلو المعلمين أن المعلم في المملكة لا يزال نصابه الأسبوعي من الحصص مرتفعا مقارنة بغيره في الدول المتقدمة، ويجب أن تتنوع مصادر تقويمه وتخليصه من كثرة الأعباء المتمثلة في كثرة السجلات والريادة والمناوبة وحصص الانتظار والإشراف على مجالات الأنشطة. وأضاف ممثلو المعلمين أن على الوزارة أن تعمل لتحفيز المعلمين وزيادة رضاهم الوظيفي وتدريبهم بشكل فاعل والحد من زيادة الكثافة العددية للطلاب في الفصول وزيادة فرص الابتعاث الداخلي والخارجي وبما يعمل على الحد من لجوء البعض إلى جلب شهادات غير معتمدة، وضرورة وضع آليات لتطبيق التقويم المستمر بفاعلية وتطوير البيئة المدرسية. وأشار متحدثو المعلمين إلى أن حقوق الطلاب محفوظة والمعلمين ليست كذلك بدليل كثرة الاعتداءات على المعلمين وسط عدم وجود عقاب رادع لمثل هذه الفئات من الطلاب. عقب ذلك، علق وكيل الوزارة للشؤون المدرسية الدكتور سعد الفهيد على عرض المعلمين، مؤكدا أن الكثير سينجز لصالحهم وبما ينعكس إيجابا على أدائهم. تلا ذلك الجلسة الثانية التي ترأسها مدير عام التربية والتعليم في منطقة تبوك الدكتور محمد بن عبدالله اللحيدان، وتضمنت نقاشات لبلورة مطالب المعلمين، فيما تضمنت الجلسة الثالثة التي ترأسها مساعد مدير عام إدارة التربية والتعليم للبنات بمنطقة مكة المكرمة الدكتورة منيرة بنت صالح العكاس عرضا لمشروعات تقنية المعلومات بالوزارة وتحدث عنها المشرف العام على تقنية المعلومات بالوزارة الدكتور جارالله بن صالح الغامدي.