قلل أعضاء بمجلس النواب العراقي وخبراء عسكريون من أهمية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أمس، في الحد من نشاط التنظيم في العراق، فيما وصف مسؤول بالحكومة أن مقتله سينعكس بصورة إيجابية على الوضع الأمني.

وقال الخبير العسكري علي البدري لـ"الوطن"، "لم يعد تنظيم القاعدة يعتمد في عملياته على زعاماته في الخارج وهذه العملية لن تضعف التنظيمات والجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة".

أما الخبير بشؤون الجماعات المسلحة إبراهيم الصميدعي فاستبعد انعكاس مقتل زعيم القاعدة على تحسن الملف الأمني في العراق. وقال لـ"الوطن"، "القاعدة وقبل سنوات قليلة تخلت عن التنظيم الهرمي، ولجأت إلى أساليب أخرى في العمل، وبن لادن لم يكن الرجل الأول واقتصر دوره على بث الرسائل الصوتية ومقتله لن يؤثر بشكل إيجابي في الوضع الأمني العراقي، ولا سيما أن التنظيم وعلى الرغم من مقتل أبرز قادته في العراق مثل الزرقاوي وأبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي واصل نشاطه، ولكن بانحسار ملحوظ في ظل تشكيل الصحوات، وتمرد العشائر التي كانت حاضنة للتنظيم في مناطق غربي البلاد".

ومن جانبه، أكد مستشار رئيس الوزراء عادل برواري التأثير الإيجابي لمقتل بن لادن على الوضع الأمني. وقال إن "مقتله ضربة قاضية للإرهاب عموما ولتنظيم القاعدة بالدرجة الأولى، وسيضعف من وجودها في العراق بعد أن حاولت خلال السنوات الماضية زعزعة الأمن". وأوضح أن اتفاقيات العراق مع دول الجوار العربي "ستسهم في الحد من تسلل عناصر القاعدة من وإلى العراق بعد مقتل زعيمها".

ودعا النائب عن القائمة العراقية عثمان الجحيشي الأطراف السياسية إلى حسم ملف الوزارات الأمنية محذرا في الوقت نفسه من هجمات انتقامية. وقال "من الضروري أن يحفز مقتل بن لادن الأطراف السياسية لحسم ملف الوزارات الأمنية للحد من احتمال حصول هجمات انتقامية ولا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع العمليات الإرهابية المحتملة".

وبدروه وصف رئيس القائمة العراقية البيضاء حسن العلوي مقتل زعيم تنظيم القاعدة بأنه سيريح الشرق الإسلامي أكثر مما يريح الغرب المسيحي.

وتحسبا من تنفيذ هجمات انتقامية أعلن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة. وقال "نتوقع أن تقوم بعض الخلايا المرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق بهجمات انتحارية أو أعمال إجرامية كرد فعل لمقتل بن لادن". وشهدت العاصمة بغداد إجراءات أمنية مشددة بنشر أعداد كبيرة من عناصر الجيش والشرطة في الشوارع الرئيسية وحول محيط المنطقة الخضراء، وفي الجسور وأمام المباني الحكومية، فيما لوحظ تحليق مروحيات أميركية منذ ساعات الصباح المبكرة.