في الشهر الذي انفجرت فيه عبوة متفجرة في أحد المنازل بحي الجزيرة في العاصمة الرياض وهو مارس من عام 2003، وتحديداً في الثامن عشر منه، بدأت وزارة الداخلية السعودية عملياتها في البحث والتحري حتى أعلنت عن أول قائمة للمطلوبين أمنياً وكانت بتاريخ 7 مايو من العام ذاته. وبعد الإعلان عن قائمة المطلوبين بخمسة أيام كانت أول حادثة إرهابية تستهدف أمن السعودية بعد أحداث الحادي العشر من سبتمبر على يد تنظيم القاعدة وحدثت في شرق العاصمة الرياض حين تم الهجوم على 3 مجمعات سكنية ذهب ضحيتها أكثر من 20 قتيلاً و129 مصاباً. وبعد ثمانية أعوام على تلك الحادثة، يتم قتل الرمز والملهم للمفجرين في تلك الأحداث وهو زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد القوات الأميركية في مجمع سكني خارج إسلام أباد الباكستانية يوم أمس الأحد وتم الاحتفاظ بجثته.

شهرا مارس ومايو لهما ارتباط في ذاكرة السعوديين حين بدأت العمليات الانتحارية بالتزايد على يد أفراد تنظيم القاعدة، ونشطت المنتديات الإلكترونية في نشر صور وبيانات ومقاطع مرئية للمبايعات والتنفيذ والتخطيط، وبدأ تداول نشرة "صوت الجهاد" و "معسكر البتار" وغيرها، لكنها كانت بداية النهاية للتنظيم الذي تفرع إلى أكثر من فرع، وتشتت بفعل الضربات الأمنية الاستباقية الموجعة التي تلقاها على يد قوات الأمن في المملكة، حتى لجأ أفراده إلى بعض المنتديات الجهادية في العراق لمحاولة إعادة تقوية سبل التواصل وتقوية الشبكات الاتصالية فيما بين أفراد التنظيم، لكن في المقابل كانت بيانات وزارة الداخلية بالقبض ونشر الصور والمقاطع المرئية للمقبوضات هي الأكثر إيلاما للتنظيم والمعلنة عن نهايته الوشيكة.

شهر مارس كان أول مؤشر على وجود التنظيم في السعودية، ويوافق هذا الشهر أنه الشهر الذي تم فيه بث آخر تسجيل ورسالة لزعيم التنظيم في عام 2010 يهدد فيها بقتل الأميركان في حال تمت محاكمة منفذي عملية 11 من سبتمبر. لكن المهم هو شهر مايو، الذي جعل شرق الرياض تسهر على أصوات سيارات الإسعاف والدفاع المدني، هو اليوم بعد ما يقارب 8 سنوات يشهد ذات الشهر بفارق عشرة أيام مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد القوات الأميركية، لتحمل ذكرى مايو مع السعوديين النقيضين.