مرحبا بكم في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". غرفة الأخبار الأكثر سرعة، ومركز الأبحاث والدراسات، وقناة التعليقات المباشرة.. والأهم: مجتمع خبراء التدقيق في الشائعات.
ببساطة، انتصر تويتر - أو التغريد باللغة العربية - فجر أمس على كل إمبراطوريات الإعلام في العالم. وكان الخبر الذي بث على شبكة التلفزة الأمريكية موسوماً بـ"عاجل" عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، خبراً مستهلكاً في نظر التويتريين بعد أن سبقوها ببثه بـساعة كاملة، ثم انتقلوا قبلها إلى متابعة للأحداث، بل وصححوا تضارب المعلومات بين قنوات ووكالات عالمية.
انتصر "تويتر". بدا ذلك واضحاً منذ أن كتب أحد أعضائه مشاهدات حية مساء أول من أمس لعملية القوات البحرية الأمريكية وهي تقصف وتداهم المجمع الذي اختبأ فيه بن لادن. ثم بثه لتأكيد عاجل للخبر، إلى كشفه عن أن الصورة التي تناقلتها وسائل إعلام العالم لما بدا أنه ابن لادن مقتولاً كانت مزيفة. والأخيرة كان وراء تصحيحها مغردون سعوديون.
المروحيات المزعجة
لم يكن أحد يعلم ما الذي كانت تخفيه ليلة الأحد الماضي، ولم طافت أربع مروحيات في أجواء مدينة قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد؟ ومن هو ذاك الذي استهدفه وابل رصاص قناصين ومتفجرات وقصف جوي؟
وقتها كتب باكستاني من أبوت آباد، مسرح تصفية بن لادن، تدوينتين موجزتين عما بدا له نادر الحدوث في تلك المدينة الهادئة التي لم يمسسها قصف من قبل، سرعان ما كشفت لاحقاً أنها أول تسجيل حي بالكلمات للعملية التي خلدها الأمريكان في تاريخهم أمس.
"إن مروحية تحلق في أجواء أبوت باد.. وهذا نادر الحدوث"، غرد صهيب الطاهر على تويتر وهو يسمع طلقات نار وأصوات انفجارات لم يعرف لها سبباً، معلقاً بسخرية: ارحلي أيتها المروحية قبل أن أخرج مضربي العملاق.
اهتزت نوافذ منزله لاحقاً من انفجار وصفه بـ"الضخم جداً"، فتذمر لأنه سكن هذه المدينة للتو بعد أن جذبه هدوؤها. لم يعلم طاهر وقتها من كان جاره، ولم تلك المروحيات؟.. ومن قتل في تلك الساعة المشؤومة عليه؟ ولاحقاً تكشفت له الحقيقة كاملة: إنه بن لادن.
تويتر: إنه ميت
في الخامسة فجراً بتوقيت السعودية، كتب مدير مكتب وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد على صفحته في "تويتر" وقبل ساعة من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما رسمياً عن نجاح القوات الأمريكية في تصفية بن لادن "أن لديه معلومات من شخص موثوق بأن بن لادن قد قتل".
بقي الخبر على صفحات تويتر نصف ساعة، يقرؤه ملايين المتابعين قبل أن تطير به وكالات الأنباء العالمية ومن بعدها شبكات التلفزة مزهوة بما بدا لها أنه الخبر العاجل، فيما الحقيقة أنها لم تأت بجديد بعد في نظر التويتريين.
"أميركا قتلت أسامة بن لادن" قال باراك أوباما منتشياً بالانتصار. وبثقة رد التويتريون: نحن كشفنا عن خبركم وعمليتكم.
من فند الشائعة؟
عندما يحاول المحللون وصف شبكات التواصل الاجتماعية، فإنهم يميلون إلى التشكيك في مصداقيتها، ووصفها بصفحات الشائعات. يسعون دوماً إلى إعادة النظر فيما يكتبه المنتسبون إليها، فهي في نظرهم "صفحات ثرثرة وآراء شخصية".
وأمس كانت الورطة اثنتين، الأولى خسارة وسائل الإعلام للسبق الصحفي، والثانية تصبب لأجلها عرق مديري الفضائيات ومذيعيها، ليعتذروا لاحقاً لمشاهديهم بعد أن أنقذهم تويتر.. "لقد خُدعنا".
والقصة هنا بدأت حين استيقظ الناس على خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة مبكراً (السادسة بتوقيت السعودية)، وبعدها بساعة خرجت القنوات العالمية بصورة نقلتها عن قناة جيو نيوز الباكستانية لما بدا أنه أسامة بن لادن مقتولاً.. "إنه هو" يقول مذيعوها.
بدا الأمر للوهلة الأولى، وعلى قناتي الجزيرة والعربية، أنه من تتحدث أميركا عن قتله، ولكن سرعان ما تكشفت الحقيقة: إنها صورة مفبركة باستخدام الفوتوشوب منذ أواخر 2010.
ولم يكن وراء تصحيح ذاك الخطأ سوى سعوديين سارعوا إلى البحث في أرشيف صور بن لادن، فحصلوا على صورته قبل 10 سنوات، والتي فبركها أحدهم قبل 6 أشهر لتظهر زعيم القاعدة مقتولاً مشوه الوجه.
وسريعاً انتشرت حقيقة الصورة الملفقة بين المغردين في تويتر، وبعد نصف ساعة انتبهت قنوات التلفزة إلى خطئها فحجبت الصورة، واعتذرت.